يبدو وكأن العالم يعيش بعقل طفل، ذلك العقل العاشق والمحب لروايات الفانتازيا والخرافة، التى بات واضحا إلى أى مدى تؤثر هذه العوالم على صناعة الدراما فى عالم منصات المشاهدة الإليكترونية.
هذه الرؤية يؤكدها واقع عملي رصدته وكالات الأنباء مؤخرا، مع بداية عرض الحلقة الأولى من مسلسل House of the Dragon الذى حققت 10 ملايين مشاهدة فى وقت واحد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الرقم الضخم فحسب، بل كشف أن حجم الإقبال على منصة عرض المسلسل تعرضت إلى عطل أدى إلى انقطاع الخدمة، التى أبلغ عنها أكثر من 3000 شخص في نيويورك فقط وقت عرض المسلسل.
ولم يكن ما حققته الحلقة الأولى من مسلسل House of the Dragon هو الرقم القياسى الوحيد، فالمعروف أن المسلسل انتظره جمهور Game of Thrones لأكثر من 3 سنوات بعدما شاهدوا الحلقة الأخيرة من Game of Thrones والتي جذبت وحدها 19.3 مليون مشاهدة، هذه الملايين من المشاهدات، دفعت العديد من صناع الدراما ومنصات العرض الإليكترونية للبحث عن روايات الفانتازيا، سواء سبق وأن تم تحويلها إلى أفلام، فيعاد تقديمها فى قالب درامي، أو روايات جديدة يتم تحويلها.
من أبرز هذه الأعمال، ثلاثية سيد الخواتم رواية للبريطانى الشهير جون تولكين والتى تدور أحداثها حول رحلة عبر الأرض الوسطى الخيالية تمامًا فى عالم ملىء بالسحر والجحيم، أعاد تكييفها فى قالب درامى الكاتب باتريك ماكاي وجون جي باين.
أيضا هناك قصص رجل الرمل للكاتب الأمريكى نيل جايمان، وهى سلسلة قصص أمريكية مصورة هزلية خيالية، كتبها نيل جايمان، صدر منها 75 عددًا، بداية من يناير 1989 وحتى مارس 1996، وصدر أول 46 عددا من The Sandman بالشراكة بين شركة دي سي كومكس وشركة فيرتيجو إحدى مؤسسات شركة دي سي كوميكس. وبداية من العدد 47 استقلت شركة فيرتيجو وحتى العدد الأخير الـ75.
ومؤخرا تم تحويل رواية الشيطان فى أوهايو Devil in Ohio للكاتبة داريا بولاتين إلى مسلسل رعب حظى باهتمام وإعجاب عشاق أدب الرعب حول العالم، بل دفعهم للسؤال عما إذا كانت أحداثه حقيقية بالفعل كما كتب أم لا، وإذا كانت الإجابة بنعم، فأين وكيف؟، وهو ما علقت عليه الكاتبة بأن الأحداث بالفعل مستوحاة من الواقع دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.
