الخليفة المعتصم يقتل ابن أخيه.. ما يقوله التراث الإسلامى

يمتلئ التاريخ بالكثير من الحكايات الصعبة والمواقف المرة، ومنها ما يتعلق بقتل ذوى القربى من أجل السلطة، ومن ذلك ما وقع في سنة 123 هجرية، عندما قتل الخليفة المعتصم ابن أخيه العباس بن المأمون، فما الذي يقوله التراث الإسلامي؟ يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "مقتل العباس بن المأمون" كان العباس مع عمه المعتصم فى غزوة عمورية، وكان عجيف بن عنبسة قد ندّمه إذ لم يأخذ الخلافة بعد أبيه المأمون بطرسوس حين مات بها، ولامه على مبايعته عمه المعتصم، ولم يزل به حتى أجابه إلى الفتك بعمه وأخذ البيعة من الأمراء له، وجهز رجلا يقال له: الحارث السمرقندى، وكان نديما للعباس، فأخذ له البيعة من جماعة من الأمراء فى الباطن، واستوثق منهم وتقدم إليهم أنه يلى الفتك بعمه، فلما كانوا بدرب الروم وهم قاصدون إلى أنقره ومنها إلى عمورية، أشار عجيف على العباس أن يقتل عمه فى هذا المضيق ويأخذ له البيعة ويرجع إلى بغداد، فقال العباس: إنى أكره أن أعطل على الناس هذه الغزوة. فلما فتحوا عمورية واشتغل الناس بالمغانم أشار عليه أن يقتله فوعده مضيق الدرب إذا رجعوا. فلما رجعوا فطن المعتصم بالخبر فأمر بالاحتفاظ وقوة الحرس وأخذ بالحزم واجتهد بالعزم، واستدعى بالحارث السمرقندى فاستقره فأقر له بجملة الأمر، وأخذ البيعة للعباس بن المأمون من جماعة من الأمراء أسماهم له، فاستكثرهم المعتصم واستدعى بابن أخيه العباس فقيَّده وغضب عليه وأهانه. ثم أظهر له أنه قد رضى عنه وعفا عنه، فأرسله من القيد وأطلق سراحه، فلما كان من الليل استدعاه إلى حضرته فى مجلس شرابه واستخلى به حتى سقاه واستحكاه عن الذى كان قد دبره من الأمر، فشرح له القضية، وذكر له القصة، فإذا الأمر كما ذكر الحارث السمرقندي. فلما أصبح استدعى بالحارث فأخلاه وسأله عن القضية ثانيا فذكرها له كما ذكرها أول مرة، فقال: ويحك ! إنى كنت حريصا على ذلك فلم أجد إلى ذلك سبيلا بصدقك إياى فى هذه القصة. ثم أمر المعتصم حينئذ بابن أخيه العباس فقيِّد وسلم إلى الأفشين، وأمر بعجيف وبقية الأمراء الذين ذكرهم فاحتفظ عليهم، ثم أخذهم بأنواع النقمات التى اقترحها لهم، فقتل كل واحد منهم بنوع لم يقتل به الآخر. ومات العباس بن المأمون بمنبج فدفن هناك، وكان سبب موته أنه أجاعه جوعا شديدا، ثم جيء بأكل كثير فأكل منه وطلب الماء فمنع منه حتى مات، وأمر المعتصم بلعنه على المنبر وسماه: اللعين. وقتل جماعة من ولد المأمون أيضا. وحج بالناس فيها محمد بن داود. وفيها توفى من الأعيان: بابك الخرَّمي، قتل وصلب كما قدمنا. وخالد بن خراش، وعبد الله بن صالح، كاتب الليث بن سعد، ومحمد بن سنان العوفي، وموسى بن إسماعيل.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;