عبر أكوام الكتب وحقائب المستندات المقاومة للحريق التي تغلف مكتبته المنزلية الفائضة المكونة من ثلاثة طوابق كان جامع المخطوطات البرازيلي "بيدرو كوريا دو لاجو" يعترف بأن شغفه بالحياة مجنون بعض الشيء.
يضحك مؤرخ الفن البالغ من العمر 64 عامًا وهو يقوم بجولة في منزله في ريو دي جانيرو موطن ما يقول إنه أكبر مجموعة خاصة من المخطوطات في العالم قائلا: إنه فيروس، مرض.. زوجتي تقول أن بيع وشراء المخطوطات هم تجاري" هكذا يقول لزوار المنزل في حي جافيا الراقي الذي انتقل إليه مؤخرًا إلى جانب أكثر من 100000 مخطوطة تشكل مجموعته الخاصة.
تتضمن مجموعة كوريا لدى لاجو من المخطوطات وثائق صاغها نيوتن وموزارت وداروين وبيكاسو وآينشتاين، لكنه يقول إن "صنمه المطلق" هو الروائي الفرنسي الذى برز في أوائل القرن العشرين مارسيل بروست.
ويبلغ ارتفاع المكتبة الضخمة التى تضم مخطوطاته 11 مترًا (36 قدمًا) ، مع درج داخلي ومزيلات الرطوبة لحماية محتوياتها، ويقول صاحبها: إنها مبنية على "طموح غريب" حيث "تعكس مفردات الثقافة الغربية على مدى القرون الخمسة الماضية".
بدأ كوريا دو لاجو ابن أحد الدبلوماسيين جمع المخطوطات في سن 12 أو 13 عامًا على حد قوله، إذ اشترى رسالته الأولى وكانت لمارسيل بروست في سن العشرين عندما كان يعيش في نيويورك، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
يتذكر أنه كان لديه 500 دولار ليعيشها لهذا الشهر، ومع ذلك فقد دفع 200 دولار مقابل الرسالة التي وجدها في متجر، يقول: "لقد كانت رسالة بالغة الأهمية كتبت إلى دار النشر الفرنسية جراسيه في وقت كان بروست يبحث فيه عن ناشر.
فيما بعد أصبح دو لاجو ممثل دار المزادات سوثبى في ساو باولو لمدة 26 عامًا، وترأس المكتبة الوطنية في ريو دي جانيرو، وعلى طول الطريق ، كتب حوالي 20 كتابًا خاصًا به.
في عام 2018 خصصت مكتبة مورجان في نيويورك معرضًا لمجموعته حيث عرضت 140 من وثائقه بما في ذلك رسم مايكل أنجلو، ورسالة من جوستاف فلوبير إلى فيكتور هوجو، ورسالة أخرى كتبها موزارت لوالده، ومخطوطات لأينشتاين ، نيوتن، وداروين، ومخطوطة من القرن الثاني عشر.
تضمن العرض أيضًا مسودة جملة أولى من تحفة بروست "البحث عن الزمن المفقود" والتى صارت "لفترة طويلة، ذهبت إلى الفراش مبكرًا"، ويقول كوريا دو لاجو بفخر: "إنها المرة الأولى التي تعرض فيها مكتبة مورجان مجموعة خاصة من المخطوطات".