نيكولو ميكيافيللى فى ذكرى رحيله.. هل ظلمه التاريخ؟

تحل اليوم ذكرى رحيل المفكر وفيلسوف السياسة الإيطالى نيكولو ميكيافيلى الذى رحل عن عالمنا في 21 يونيو من عام 1527 والذى يعتبر من أشهر من كتبوا فى السياسة على مر العصور إذ يحتل كتابه الأمير موقعه فى صدارة الكتب التى تتناول السياسة. وترتبط صورة ميكيافيللى الذهنية بمعانى الدهاء والانتهازية السياسية والنفعية المطلقة والدليل المقولة الشهيرة:" الغاية تبرر الوسيلة" التى حفظها العالم وصارت مثل قانون أو قاعدة لدى بعض السياسيين. لكن ميكافيللى ظلم بحصره فى تلك الزاوية فعلى الجانب الآخر يذهب الكثير من المفكرين السياسيين بأن لميكيافيلي دور مهم في تطور الفكر السياسي، حيث أسس منهجا جديدا في السياسة، بأفكار تبشر بمحاولات لتجاوز الفكر الدينى والسلطة الدينية التي كانت سائدة في الفكر السياسي الأوروبي في القرون الوسطى أُعقِبَت بتحولات أخرى أكثر جدية من طرف فولتير ومونتسكيو وجون لوك وجان جاك روسو وغيرهم من المفكرين التنويريين الليبراليين. وهكذا كان ميكافيلي نقطة تحول مهمة في تاريخ الفكر السياسي. إضافة لذلك لم يكن كتاب ميكيافيللى الأمير سياسيا فقط بل كان اجتماعيا أيضا إذ يقدم فيه مجموعة من النصائح التى تصلح للسياسة ولحياة البشر بوجه عام فيقول مثلا:" لا تكن مكروها ولا محتقرا ولا جبانا" ويعدد بذلك بتلك الصفات على أنها الأكثر رفضا من وجهة نظرة بمعنى كن أي شيء إلا تلك الثلاث. ويقول فى معرض حيثه عن السياسة أنك إذا صادفك الحظ فلا بد أن تبنى الجسور لحماية ما أنجزته لأنه التيار سوف يعلو فى المرحلة المقبلة وهو بذلك يريد القول أن الحياة إن أعطتك فستأخذ منك فى مرحلة مقبلة! يبقى الإشارة إلى كتاب الأمير نشر للمرة الأولى بعد وفاة مؤلفه ميكافيلى، وبالتالى فلم يستفد منه شيئا وقد كتبه باعتباره نصائح للحاكم لورينزو آل ميدتشى فى فلورنسا الإيطالية وأصبح بعد ذلك من أشهر الأعمال وأكثرها تأثيرا على علم السياسة. والكتاب دراسة فى الفقه السياسى كتبها ميكيافيللى فى قرية سانتاندريا بركوسينا بعد عودة آل ميديتشى للسلطة فى فلورنسا واتهام ميكافيللى بالمشاركة فى مؤامرة بيير باولو بوسكولى ضد الميديشيين. أهدى ميكيافيلى هذا العمل إلى حاكم فلورنسا لورينزو دى ميديشى ابن بييرو دى ميديشى على أمل استعادة منصب أمين الجمهورية، وتم نشره سنة 1532 بعد وفاته، وهو بلا شك أكثر أعماله شهرة، واستحدث منه مصطلح "المكيافيلية" وصفة "المكيافيلي" بمعنى النفعي أو الانتهازي. ويقدم كتاب الأمير لميكافيلى مدخلا مهما لفهم عالم السياسة، وكيف ينبغى أن يفكّر من هم فى سدّة الحكم وفقا للأفكار التى آمن بها ميكيافيلى. وقد أصبح هذا الكتاب الصغير منذ ظهوره فى القرن السادس عشر مثار جدل كبير كما أصبح مادة ضرورية لدراسة علم السياسة فى عصر النهضة ومنذ ظهور الكتاب فى طبعاته الأولى والخلاف يدور حول ما فيه من مضامين أخلاقية، وقد تطور هذا الخلاف إلى ما هو أبعد من مجرد تناول أغراضه العلمية فاعتبره بعض العلماء وخاصة فى بريطانيا وفرنسا كتابًا مناسبًا فقط للطغاة الأشرار.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;