حرب الدولة العباسية ضد تمرد الزنج 258 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامى

وقعت في سنة 258 هجرية العديد من الأحداث لعل أكثرها كان متعلقا بالصراع الدموي بين الدولة العباسية وثورة الزنج في بغداد وما حولها، فما الذي يقوله التراث الإسلامي؟ يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثمان وخمسين ومائتين": فى يوم الاثنين لعشر بقين من ربيع الأول عقد الخليفة لأخيه أبى أحمد على ديار مصر وقنسرين والعواصم، وجلس يوم الخميس فى مستهل ربيع الآخر فخلع على أخيه وعلى مفلح، وركبا نحو البصرة فى جيش كثيف فى عدد وعدد، فاقتتلوا هم والزنج قتالا شديدا فقتل مفلح للنصف من جمادى الأولى، أصابه سهم بلا نصل فى صدره فأصبح ميتا، وحملت جثته إلى سامرا فدفن بها.

وفيها أسر يحيى بن محمد البحرانى أحد أمراء صاحب الزنج الكبار، وحمل إلى سامرا فضرب بين يدى المعتمد مائتى سوط، ثم قطعت يداه ورجلاه من خلاف، ثم أخذ بالسيوف ثم ذبح ثم أحرق، وكان الذين أسروه جيش أبى أحمد فى وقعة هائلة مع الزنج قبحهم الله. ولما بلغ خبره صاحب الزنج أسف على ذلك ثم قال: لقد خوطبت فيه فقيل لي: قتله كان خيرا لك. لأنه كان شرها يخفى من المغانم خيارها، وقد كان صاحب الزنج يقول لأصحابه: لقد عرضت على النبوة فخفت أن لا أقوم بأعبائها فلم أقبلها. وفى ربيع الآخر منها وصل سعيد بن أحمد الباهلى إلى باب الخليفة فضرب سبعمائة سوط حتى مات ثم صلب. وفيها قتل قاض وأربعة وعشرون رجلا من أصحاب صاحب الزنج عند باب العامة بسامرا. وفيها رجع محمد بن واصل إلى طاعة السلطان وحمل خراج فارس وتمهدت الأمور هناك. وفيها فى أواخر رجب كان بين أبى أحمد وبين الزنج وقعة هائلة فقتل منها خلق من الفريقين. ثم استوخم أبو أحمد منزله فانتقل إلى واسط فنزلها فى أوائل شعبان فلما نزلها وقعت هناك زلزلة شديدة وهدة عظيمة، تهدمت فيها بيوت ودور كثيرة ومات من الناس نحو من عشرين ألفا. وفيها وقع فى الناس وباء شديد وموت عريض ببغداد وسامرا وواسط وغيرها من البلاد، وحصل للناس ببغداد داء يقال له: القفاع. وفى يوم الخميس لسبع خلون من رمضان، أخذ رجل من باب العامة بسامرا ذكر عنه أنه يسب السلف، فضرب ألف سوط حتى مات. وفى يوم الجمعة ثامنه، توفى الأمير يارجوخ فصلى عليه أخو الخليفة أبو عيسى وحضره جعفر بن المعتمد على الله. وفيها كانت وقعة هائلة بين موسى بن بغا وبين أصحاب الحسن بن زيد ببلاد خراسان، فهزمهم موسى هزيمة فظيعة. وفيها كانت وقعة بين مسرور البلخى وبين مساور الخارجي، فكسره مسرور وأسر من أصحابه جماعة كثيرة وفيها حج بالناس الفضل بن إسحاق المتقدم ذكره. وفيها توفى من الأعيان أحمد بن بديل، وأحمد بن حفص. وأحمد بن سنان القطان. ومحمد بن يحيى الذهلي. ويحيى بن معاذ الرازي.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;