ميلان كونديرا.. سير ذاتية غير مرخصة تهدد مسيرته الأدبية

رحل ميلان كونديرا.. الكاتب والفيلسوف الفرنسى من أصول تشيكية، تاركا إرثا أدبيا لطالما احتل صدارة أرفف الكتب الأكثر مبيعا، والأكثر ترجمة حول العالم، وعلى الرغم من ازدرائه لكافة أشكال الدعاية، فقد رحل وهو يعلم أن هناك كتابين صدرا عنه ربما يهددان إرثه الأدبى. على مدار حياته ومع تقدم مسيرته الأدبية، وبزوغ نجمه فى سماء الأدب العالمى، كان ميلان كونديرا رافضا لكتابة سيرة ذاتية حول تجربته ومسيرته، وعلى الرغم من رفضه لهذا النوع من الأدب، إلا أنه علم بصدور كتابين يتناولان مسيرته الأدبية وحياته الشخصية قبل وفاته فى السنوات الأربعة الأخيرة من حياته. الكتابان كلاهما غير مرخص، الأول بعنوان "ميلان كونديرا: حياة الكاتب" بقلم جان دومينيك برير، والذى يتناول فيه القليل من حياة ميلان كونديرا الشخصية، والثانى هو كتاب "ميلان كونديرا: حياته التشيكية وأوقاته" للكاتب يان نوفاك، وقد وصف هذا الكتاب بأنه أقل لباقة بكثير، لأنه مؤلفه يصور ميلان كونديرا على أنه الوغد، و"النسبوي الأخلاقي"، وفي بعض الأحيان، بالكاتب اليائس، ناهيك عن تناوله لما يسميه بفضائح ماضيه. لكن وحسبما تذكر وسائل الإعلام الأجنبية، فإن ربما تكون المشكلة الأكبر تكمن فيما سبق وأن حدده ميلان كونديرا، والتى تتمثل فى تهميش الأدب والثقافة أمام هشاشة مستقبله. يشار إلى أن ميلان كونديرا، ولد في الأول من أبريل عام 1929، لأب وأم تشيكيين، كان والده لودفيك كونديرا عالم موسيقى ورئيس جامعة جانكيك للآداب والموسيقى ببرنو، وتعلم ميلان كونديرا العزف على البيانو من والده، ولاحقا درس علم الموسيقى والسينما والآدب، تخرج في العام 1952 وعمل أستاذاً مساعداً، ومحاضراً في كلية السينما في أكاديمية براغ للفنون التمثيلية. نشر أثناء فترة دراسته شعرا ومقالاتٍ ومسرحيات، والتحق بقسم التحرير في عدد من المجلات الأدبية. التحق ميلان كونديرا بالحزب الشيوعي في عام 1948، وتعرض للفصل هو والكاتب جان ترافولكا عام 1950 بسبب ملاحظة ميول فردية عليهما، وعاد بعد ذلك عام 1956 لصفوف الحزب، ثم فُصل مرة أخرى عام 1970. ونشر ميلان كونديرا في العام 1953 أول دواوينه الشعرية لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي، ولم يُعرف كونديرا ككاتب هام إلا عام 1963 بعد نشر مجموعته القصصية الأولى غراميات مضحكة. فقد ميلان كونديرا وظيفته عام 1968 بعد دخول الاتحاد السوفييتى لتشيكوسلوفاكيا، بعد انخراطه فيما سُمّي ربيع براغ، اضطر للهجرة إلى فرنسا عام 1975 بعد منع كتبه من التداول لمدة خمس سنوات، وعمل أستاذا مساعداً في جامعة رين ببريتانى (فرنسا)، حصل على الجنسية الفرنسية عام 1981 بعد تقدمه بطلب لذلك إثر إسقاط الجنسية التشيكوسلوفاكية عنه عام 1978، كنتيجة لكتابته كتاب "الضحك والنسيان". تحت وطأة هذه الظروف والمستجدات في حياته، كتب كونديرا روايته الشهيرة "كائن لا تحتمل خفته"، التي جعلت منه كاتباً عالمياً معروفاً لما فيها من تأملات فلسفية، تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشة، وفي عام 1995 قرر كونديرا أن يجعل من الفرنسية لغة لسانه الأدبي من خلال روايته "البطء".



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;