يستعد المسيحيون، هذه الأيام بالاحتفال بـ "أسبوع الآلام، والتى تبدأ بـ "أحد الشعانين" المعروف بـ "أحد السعف"، ويقدم "انفراد" يوميا موضوعا مواكبا لأيام الأسبوع الأسبوع، يسرد فيها الأحداث والمناسك الدينية الخاصة بتلك الاحتفالات.
وقبل أن يبدأ أسبوع الآلام يحتفل المسيحيون، اليوم بما يطلق عليه جمعة ختام الصوم.
المناسبة
هو ختام صوم الأربعين المقدسة، والذى يبدأ فى يوم أربعاء الرماد بحسب الطقس اللاتينى، أما حسب الطقس الشرقى يبدأ يوم الاثنين، وتنتهى بجمعة ختام الصيام الكبير، قبل بداية أسبوع الآلام، وتستمر فترة الصيام حتى يوم عيد القيامة، ويعتبر ذلك أكثر الصيام قداسة استنادا للرؤى المسيحية التى تؤكد صيام المسيح تلك الأيام، وذلك استشهادا بنص الكتاب المقدس "صام الرب يسوع أربعين يوما وأربعين ليلة (أنجيل متى 2:4)".
وللتوضيح أكثر يضم الصيام الكبير 3 أصوام تبدأ بما يسمى "أسبوع الاستعداد" ويدعى أيضاً بدل السبوت، وبعدها صوم السيّد المسيح والذى يتكون من أربعين يوماً، تشبّهاً بصيام السيّد المسيح ، ويختتم، بأسبوع الآلام.
وتختلف طقوس الصيام الكبير فى العالم المسيحى ما بين الامتناع عن الطعام ساعات محددة أو الامتناع عن ألوان محددة من الطعام، فالكنيسة الرومانية الكاثوليكية وغيرها من الكنائس المسيحية الغربية تفرض على أتباعها انقطاع عن اللحوم ومنتجات الحليب والأجبان يومى الأربعاء والجمعة، فى حين أنّ الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وغيرها من الكنائس ذات التقاليد المسيحية الشرقية تفرض انقطاع عن اللحوم لمدة أربعين يومًا.
وفى الإنجيل أن المسيح وبخ من يقوم بالصيام فى الظاهر فقط، أو رياءً، "ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيرون وجههم لكى يظهروا للناس صائمين، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم، وأما أنت فمتى صمت، فادهن رأسك واغسل وجهك، لكى لا تظهر للناس صائماً، بل لأبيك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية ( متى 6 :16-18 )".
الطقوس
بحسب المعتقد المسيحى يكون طقس جمعة ختام الصوم مشابها لنفس طقوس آحاد الصوم وليس طقس الأيام،كما تكون تسبحة نصف الليل فى جمعة ختام الصوم تشبه تمامًا تسبحة نصف الليل فى آحاد الصوم فيقال الهوس الكبير بالصيامى والأبصاليات الخاصة بالهوسات الأربعة والمجمع والذكصولجيا.
وقبل بدء القداس يقام سر مسحة المرضى "قنديل عام" لجميع المؤمنين ويدهنون بالزيت لشفائهم مما يكون قد ألم بهم من تعب من فترة الصوم والنسك وحتى يدخلوا إلى أسبوع الآلام والعيد بصحة نفسية وجسدية أعظم.
ويعمل القنديل العام فى هذا اليوم وقبل الدخول فى أسبوع الآلام لأنه ممنوع عمل قناديل للمرضى فى أسبوع الآلام بحسب المعتقد المسيحى، وهو من هذه الناحية يشبه الجناز العام الذى يعمل بعد قداس أحد الشعانين لأنه لا يجوز عمل جنازات ورفع بخور فى اسبوع الآلام.