منذ 7 سنوات وبالتحديد فى 10 يناير 2010 حققت بعثة المجلس الآثار التى يرأسها الدكتور زاهى حواس، اكتشافات أثرية مهمة بمقابر العمال بناة الأهرام، التى ترجع إلى الأسرة الرابعة "2649- 2513 ق.م"، وهى المرة الأولى التى يتم فيها الكشف عن مقابر خاصة بالملك خوفو "2609 - 2584 ق.م"، وخفرع "2576-2551 ق.م"، خاصة لأن مئات المقابر الأخرى التى تم اكتشافها من قبل ترجع إلى أواخر عهد الأسرتين الرابعة والخامسة "2649-2374 ق.م".
وتعد اكتشافات الدكتور الكبير زاهى حواس لمقابر المعال بناة الأهرام، التى بدأها عام 1990، من أهم الاكتشافات الأثرية فى القرنين العشرين والواحد والعشرين، لأنها تلقى الضوء على الفترة المبكرة للأسرة الرابعة، وترفض كل ما قيل بأن الأهرامات قد بنيت بالسخرة، لأن هذه المقابر تقع مباشرة إلى جوار الهرم بل وتطل عليه مباشرة ويؤكد الكشف أنهم لو كانوا عبيداً لما بنوا المقابر فى هذه المنطقة.
وعن المقابر قال حواس آنذاك إن أهمها مقبرة تخص إيدو وهى عبارة عن بناء مستطيل الشكل بها العديد من آبار الدفن التى كسيت من الحجر الجيرى المحلى الموجود بالهضبة، كما كسيت جدران المقابر من الخارج بطبقة من الطوب اللبن وطليت بالبلاط الأبيض، بالإضافة إلى وجود نيشات أى كوات تواجه كل وحدة منها بئر للدفن لتسهيل دخول وخروج الروح إلى المتوفى القابع فى هذا البئر.
والسطح العلوى لمقبرة إيدو يمثل الشكل المنحنى ويشبه شكل الكومة التى ترمز إلى التل الأزلى الذى بدأت منه الخليقة طبقاً لمذهب مدينة منف لتفسير الوجود، وأنه من الأدلة التى تثبت أن هذه المقبرة ترجع إلى عصر الأسرة الرابعة هو التشابه بين هذه المقبرة والمقابر الواقعة شرق هرم سنفرو الأحمر الشمالى بدهشور الذى يرجع إلى الأسرة الرابعة أى منذ 4500 سنة.
وقد كشف أيضاً عن مجموعة من المقابر والرفات التى تحيط بالمقبرة الرئيسية من جهة الغرب وهى عادة للمصريين القدماء فى التبرك والتيمن بالدفن حول الأهرامات وهى دفنات صغيرة وبسيطة فى تصميمها وتزينها المعمارى، كما تم الكشف أيضاً عن مقبرة أخرى تقع إلى الجنوب الغربى من مقبرة إيدو وهى ملاصقة تماماً للمقبرة الذى يمثل الجدار والحد الغربى للمقبرة وباقى جدران المقبرة من الشرق والشمال والجنوب بنيت من الطوب اللبن وهى مقبرة مستطيلة الشكل بها آبار للدفن وعثر داخل كل بئر على هيكل عظمى فى وضع القرفصاء بالإضافة إلى كسرات الفخار التى ترجع للأسرة الرابعة.