بالصور.. 8 أوجه للموت بمعرض لـ"كريم نبيل" بالأوبرا.. أبرزهم الشهيد والشيطان

الموت ليس بالضرورة شيئاً سيئاً نخاف منه، ففى بعض الأوقات تخرج الحياة من رحم الموت، فذلك الظلام الذى نتخيله هو فى أصله نورا يتوارى عن الأعين، وقد تم تجسيد ذلك فى معرض "الموت فى لوحات"، الذى تم افتتاحه أمس بقاعة اتجاه فى دار الأوبرا المصرية، للفنان كريم نبيل وفريق عمله.

وقدم المعرض ثمانية بورتيرهات فوتوغرافية تصف فى مضمونها ثمانية أوجه للموت، وذلك فى شكل شرقى يمزج بين الشعر العربى والحروف العربية والأزياء المستوحاة من المستشرقين والصور الفوتوغرافية والخشب.

الشهيد الوجه الأول للموت، فالشهيد هو وحده الماضى نحو السكون، موته حفل زفاف، نعشه مزخرف بآيات الرضا، هو وحده الماضى خارج دائرة الدنيا المفرغة، هو وحده الذى يعرف إلى أين يمضى..

وقد عبر عن هذه الفكرة قصيدة جدارية للشاعر محمود درويش والذى يقول "أعرف هذه الرؤيا، واعرف أننى امضى إلى ما لست أعرف، ربما مازلت حياً فى مكان ما، وأعرف ما أريد..سأصير يوماً ما أريد." وهن الفيلسوف الوجه الثانى للموت، حيث يتساءل الحكيم، وهو على أعتاب العالم الآخر، عن حكمة الدنيا، وعن الطريق الذى مضى دون أن نشعر به أو نستقر، إلى أين نمضى، وكيف يكون اللقاء؟!..

وقد عبر عن هذه الفكرة رباعية من رباعيات الخيام، ترجمة أحمد رامى، تقول "أحس فى نفسى دبيب الفناء..ولم أصب فى العيش إلا البقاء، يا حسرتا إن حان حينى ولم.. يتح لفكرى حل لغز القضاء" الوليد الوجه الثالث للموت، حيث تكون لحظة الخروج الوليد هى موت فى الرحم وحياة فى الدنيا، بعث جديد فى عالم يستقبله بصريخه المتمرد، وكأن تلك الصرخة هى عهد على إنه قادر أن يغير مسار الحياة، ويصنع تاريخاً مختلفاً، ويخط فى عهود الدنيا سطراً جديداً.

ويقول الفنان كريم نبيل فى ذلك "ها أنا ذا قد فتقت من رتق وفلقت من نوى، وأنطلقت عبر الدروب والأنفاق إلى طريق الآفاق، معلناً بصرختى ميلاد عهد جديد".

الشيطان وهو الوجه الرابع للموت، فالشيطان روح معذبة، خلق اميرا، ثم تمرد فطرد من رحمة الله، وكتب له الخلود فى هذه الدنيا، حرم من نعمة الموت، فكلما طال به الأمد كلما زاد فى الطغيان، فتراكمت عذاباته وسيئاته، فلاموت رحمة له من المهالك، ولكنه مطارد فى الدنيا إلى يوم الدين.

وقد عبر الشاعر امل دنقل فى قصيدته الأخيرة "سبارتكوس" عن ذلك فيقول "المجد للشيطان..معبود الرياح..من قال "لا" فى وجه من قالوا "نعم"..من علم الإنسان تمزيق العدم، من قال "لا"..فلم يمت، وظل روحاً أبدية الألم!".

الموت والعشق الوجه الخامس للموت، حيث لا يغادر العشق ساعته، فهو كالقدر، يصيب العاشق فى غفلة الزمن، لا يتأخر ولا يتقدم..كالموت..

وفى التعبير عن ذلك كانت قصيدة "الانتظار"، للشاعر محمود درويش، يقول فيها "فإن الموت يعشق فجأة، مثلى وإن الموت، مثلى، لا يحب الإنتظار" .

الغيبة الوجه السادس للموت، فالغيبة هى كاس من الدم، يحمله صاحبه لمن اغتابوه بعد موته، هو رمز لكل لحظة اجتمعوا فيها على هدم سيرته، وطمس ما كان له من خير فى الدنيا، فيظل روحا متألمة، سكونها فى صمتهم أو موتهم.

ويقول الشاعر امل دنقل فى قصيدة "العشاء" "قصدتهم فى موعد العشاء تطالعوا لى برهة، ولم يرد واحد منهم تحية المساء! وعادت الأيادى تراوح الملاعق الصغيرة فى طبق الحساء..نظرت فى الوعاء..

هتفت: "ويحكم..دمى..هذا دمى..فانتبهوا" لم يأبهوا!..وظلت الأيدى تراوح الملاعق وظلت الشفاة تلعق الدماء! الكفيف وهو الوجه السابع للموت، فالظلام هو ذلك الرفيق الذى يجمع بين الموت، وفقدان البصر، فمثلما يسدل الستار مع اول غمضة عين تصحب من غادر الحياة، كذلك يحيا بها دوما من فقد بصره فى الدنيا، فهو من الموت دائما فى منزلة.

ويقول الشاعر على الجارم فى قصيدة "من مجيرى من حالكات الليالى" فإذا نمت فالظلام أمامى أو تيقظت فالسواد حيالى أتقرى الطريق فيه بكفى بين شك وحيرة وضلال الرسالة والروح وهو الوجه الثامن والأخير للموت فى معرض "الموت فى لوحات"، فالروح كالطائر، تغادر الجسد، تهيم برسائل غامضة، تمضى نحو سكن لا نعلمه، هى رابط بين راسل ومرسل إليه، فمن مات فى تظل روحه فى عناق بمن أحب فى هذه الدنيا، تأتيهم بأخباره فى أثير الأحلام وفى عالم لا يراه سوى الأرواح. ويقول الشاعر محمود درويش فى قصيدة "لا ينظرون ورائهم" يسافرون من الصباح السندسى إلى غبار فى الظهيرة، حاملين نعوشهن ملأى بأشياء الغياب: بطاقة شخصية، ورسالة لحبيبة مجهولة العنوان: لا تتذكرى من بعدنا..إلا الحياة




























الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;