فى ذكرى وفاة فايزة أحمد.. اعرف كواليس أغنية ست الحبايب أيقونة عيد الأم

صوت مميز واختيار لكلمات قوية تعيش على مر الزمن بالرغم من رحيل أصحابها، ذلك هو أبرز ما تركته كروان الوطن العربى "فايزة أحمد"، بعد رحيلها عن عالمنا، فصوتها لا يزال يتواجد فى تفاصيل أيامنا، وأغانيها لازالت أيقونة مميزة لبعض المناسبات المهمة، وعلى رأسها أغنية "ست الحبايب"، التى لا يخلو منها عيد الأم كل عام، ولن يجد أى شخص أفضل منها إذا أراد إرسال أغنية لوالدته تعبر عن مشاعره وتقديره لدورها. وفى ذكرى رحيل الفنانة فايزة أحمد نستعرض القصة التى دارت فى كواليس واحدة من أهم الأغنيات التى قدمتها، والتى عاشت بيننا بالرغم من مرور أكثر من 60 عام على تأليفها وخروجها للجمهور المصرى والعربى، فهى أغنية جسدت المعنى الحقيقى للوفاء والمشاعر الصادقة التى تصل للقلوب بشكل سريع. لم يكن يعلم الشاعر الكبير حسين السيد أن نسيانه لجلب هدية فى عيد الأم لوالدته سيجعله يهدى كل أم بعد ذلك كلمات صادقة وأغنية مميزة، حيث بعد يوم عمل طويل وشاق ذهب الشاعر الكبير مساء يوم 20 مارس عام 1958 لزيارة والدته، وعندما وصل لسلم منزلها تذكر نسيانه لجلب هدية عيد الأم، ولم يمتلك سوى كلماته ومشاعره الصادقة، فأخرج ورقة وقلم من جيبه وبدأت كلماته تتراص منظمة مشاعر صادقة منه نحو والدته. وحسب ما روى أصدقاؤه بعد رحيله فى إحدى اللقاءات التليفزيونية أنه انتهى من كتابة الكلمات وطرق الباب ففتحته والدته قبل رأسها وأعطاها الورقة التى جعلتها تطير من الفرحة وتخبره بأنها أفضل من أى هدية فى عيد الأم، وبكلمات رقيقة منه أخبرها أنها إذا أرادت سيجعلها تغنى لها فى الإذاعة المصرية، فردت أنها ستكون سعيدة بذلك للغاية. وبالفعل رفع حسين السيد سماعة التليفون وأخبر الموسيقار الكبير محمد الوهاب بكلمات الأغنية متمنيًا أن يعجب بها، ليفاجأ فى اليوم التالى يوم عيد الأم الموافق 21 مارس 1958 أنها تذاع عبر الأثير فى جميع أنحاء الجمهورية بصوت الفنانة "فايزة أحمد"، ليتصل به مندهشًا كيف تمت بتلك السرعة، ليخبره موسيقار الأجيال أنه أعجب بشدة بالكلمات وتنسيقها ولحنها فى 15 دقيقة فقط، ولم يجد أفضل من فايزة أحمد لتقدمها بصوتها. واليوم فى ذكرى وفاة فايزة أحمد لازالت كلماتها تغنى بيننا، خاصة أغنية ست الحبايب بعبارتها الصادقة التى تمكن الشاعر من تجسيدها بشكل صحيح، لتعيش وتصبح أيقونة عيد الأم حتى بعد رحيلها عنا.