"معلومة × صورة".. قصة صناعة "بدلة التشريفة" فى مصر بالأربعينيات

"بدلة التشريفة"، هى تلك البدلة التى كان يرتديها أصحاب الرتب الرفيعة من رجال الدولة المدنيين، بدايةً من رئيس الوزراء، مرورًا بالوزراء ورجال السلك الدبلوماسى، وحملة الألقاب، من باشا إلى بك من الدرجة الأولى وبك من الدرجة الثانية، وذلك خلال العهد الملكى. وكان ارتداء بدلة التشريفة مخصصا للمقابلات الرسمية رفيعة المستوى، ولحضور بعض الحفلات الرسمية، وبخاصة حفل افتتاح البرلمان، وكذلك فى أثناء تشييع الجنازات الرسمية. وفى عام 1949، نشرت مجلة المصورة إعلاناً بعنوان "صانع بدلة التشريفة"، تحت عنوان: "الاستاذ "ماتوسيان"و بجواره بدلة التشريفة التى صنعها لسعادة "عبد الوهاب عزام بك". وأرمين دير ماتوسيان، الخياط المعروف والأخصائى فى صنع بدلة التشريفة، قالت عنه مجلة المصور فى هذا الوقت: "ليس بين كبراء مصر و عظمائها من لا يعرفه، فمنذ أربعين سنة وهو يقوم بهذة الصناعة الدقيقة التى تحتاج من صانعها إلى اكثر من صفة واحدة". يقول ماتو سيان: "إننى أدين بخبرتى وشهرتى فى صنع بدل التشريفة وأرواب الدكتوراه في الجامعة، لحضرات أصحاب الدولة والمعالى والسعادة وزراء مصر وعظمائها ورجال هيئاتها السياسية والجامعية الذين سأظل متفانيًا في خدمتهم". وكانت بدلة التشريفة تحمل توقيع الترزى وهو "دير ماتوسيان وأولاده الترزى المعتمد لصنع بدل التشريفة..1 شارع كريم الدولة..أمام جروبى"، حيث ظل ماتوسيان على مدار 46 عام، بداية من عام 1908، وحتى قيام ثورة يوليو 1952، متفردًا بصناعة أشهر أنماط الأزياء الرسمية بمصر، وأرفعها منزلة، وهى بدلة التشريفة. كان "ماتوسيان" يقوم بهذه الصناعة الدقيقة التى تحتاج من صانعها إلى أكثر من صفة واحدة، فهى تحتاج منه إلى التمكن من فنه وإلى دراسة فن تفصيل بدل التشريفة طبقا للأرانيك "الرتب" الرسمية المعتمدة من السراى، ثم هى تنتج فوق هذا وذاك إلى شخصية تتناسب مع زبائن بدلة التشريفة من كبراء وعظماء وغيرهم. ووفقاً لما نشرته مجلة المصور فقد اجتمعت هذة الصفات كلها فى "أرمين دير ماتوسيان" الذى يقوم ايضا بتفصيل الأرواب الجامعية وخاصة أرواب الدكتوراة الملكية فضلا عن قيامة بتفصيل البدل العادية والتاييرات، كما ذكرت المجلة. وتختلف بدلة التشريفة اختلافًا كبيرًا عن البدلة العادية، سواءً فى خامتها أو فى تفصيلها الذى يخضع للأرانيك "الرتب" المعتمدة من السرا، وتختلف أيضًا فى دقة صنعها، وفى ذوقها الرفيع.






الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;