"مواد التجميل فيها سم قاتل" هل تعيدنا التحذيرات للطبيعة أم تغير معايير الجمال؟

فى حين تتنافس النجمات ليصبحن وجوهًا إعلانية لكبرى علامات التجميل اتجهت أخريات لتوعية متابعيها عبر السوشيال ميديا وخلال مقابلاتها التلفزيونية بشأن العودة للاستفادة من العناصر الطبيعية للحصول على جمال آمن، خاصة بعد تكرار التحذيرات من المواد الكيميائية فى مستحضرات التجميل، والتى حذرت دراسات من أنها تزيد فرص الإصابة بسرطان الثدى فضلاً عن عبثها بالهرمونات. فى المقابل سعت نجمات أخرى إلى تغيير مفاهيم الجمال، فظهرن فى مناسبات عدة دون إخفاء شعرهن الرمادى أو تجاعيد البشرة، وأظهرت أخريات علامات التمدد على أجسادهن داعين النساء لتقبل أجسادهن كما هى، فضلاً عن الدعوات التى اجتاحت الإنترنت، بداية من المشاهير إلى سائر الفتيات لتقبل طبيعة شعرهن وعدم محاولة تغييره باستخدام مستحضرات أو أدوات ترهقه وتسمم أجسادهن، مع التأكيد على أن كل نوع شعر له جماله الخاص. وتحت عنوان "الجمال المسموم" سلط تقرير بموقع جامعة هارفرد الأضواء من جديد على تحذيرات الدراسات العلمية من المخاطر الصحية لمواد التجميل والعناية بالبشرة، ودعى النساء إلى تغيير معايير الجمال لديهن، وأن يرفعن شعار "أن تكونى بصحة جيدة هو جمال بذاته". وقالت الدكتورة كاثرين إم ريكسورد، أستاذ الطب المساعد ورئيس قسم صحة المراة بكلية الطب جامعة هارفرد إن النساء يفترضن أن العشرات من مستحضرات التجميل التى تستخدمها بصفة يومية من صبغات ومنظفات وعطور ومنتجات للعناية بالبشرة، تم اختبارها للتأكد من أنها آمنة للاستخدام على المدى الطويل، ولكن هذا غير حقيقى. وأضافت: على المستوى الفيدرالى على الأقل لا أحد يتأكد من أن المواد الكيميائية التى تضعينها على جسمك غير ضارة على المدى الطويل، وإنما يتم اختبارها للتأكد من أنها لا تسبب مشاكل قصيرة المدى مثل تهيج الجلد. وأوضحت أن إدارة الغذاء والدواء لا تتدخل إلا إذا تقدم مستهلكون بشكاوى من منتج لأنهم يشتبهون أنه يتسبب فى ضرر لهم. لافتة إلى أن عبء التأكد من سلامة المنتجات على المدى الطويل يقع على الشركة وحدها. أما تمارا جيمس تود، الأستاذ المساعد لعلم الأوبئة البيئية وفترة ما قبل الولادة بكلية إتش. تشأن للصحة العامة فى جامعة هارفارد فقالت إن النساء عليهن أن يعدن النظر فى ما يضعنه على أجسادهن كل يوم، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على صحتهم، مؤكدة أن "كون المنتجات على الأرفف لا يعنى أنها آمنة". صبغات الشعر وسرطان الثدى أشار التقرير كذلك إلى الدراسات السابقة التى ربطت بين صبغات الشعر وسرطان الثدى، والتى كان آخرها الدراسة التى نشرت فى ديسمبر الماضى فى الدورية الدولية للسرطان. كانت الدراسة كشفت أن النساء اللائى استخدمن صبغة دائمة للشعر خلال 12 شهرًا ارتفعت مخاطر إصابتهن بسرطان الثدى بنسبة 9% عن غيرهن، حتى لو كن استخدمنها مرة واحدة فقط! وحذرت الدراسة كذلك من أن النساء السمراوات أو ذوات الأصول الأفريقية ازدادت مخاطر إصابتهن بنسبة 45% عن الأخريات. فيما أشارت "تود" إلى دراسة أخرى أجرتها قبل عام ووجدت فيها نتائج مماثلة لصبغات الشعر، حيث وجد مؤلفو الدراسة أن بعض منتجات العناية بالشعر تحتوى على أكثر من 500 مادة كيميائية، بعضها يتسبب فى تعطيل توازن الهرمونات الطبيعية فى الجسم وله تأثيرات مسببة للسرطان فى الحيوانات. تغيير معايير الجمال قالت تمارا جيمس تود: قد لا يكون من السهل ترك شعرك رماديًا واحتضان تجاعيدك ولكن هذا تحول ثقافى يجب على النساء التفكير فيه. واعتبار البقاء أصحاء نوعًا من الجمال فى حد ذاته، ويجب على المرأة أن تتحدى المعيار الثقافى للجمال. ودعت إلى البدء بتعليم أطفالنا أنه يجب عليهم احتضان المراحل المختلفة من حياتهم وتقبلها وعدم محاولة تغيير ذلك. هل يستحق مفهومنا عن الجمال الموت؟ نشعر فى الوقت الحالى بالدهشة حين نقرأ عن تحمل النساء الكثير من الأذى والألم فى سبيل تلبية معايير جمال عصرهن، حتى أن النساء فى اليونان القديمة كن يصبغن حواجبهن بالألوان السامة، والنساء فى انجلترا خلال القرن الثامن عشر كن يطلين وجوههن بالرصاص السام لأن الوجه الشاحب أحد معايير الجمال، فضلاً عن الرصاص فى طلاء الشفاه والخدود الأحمر، واستخدمن فى العصر الجورجى مسحوقًا يحتوى على حمض الكبريتيك لتصبح أسنانهن بيضاء. هذا السعى المؤلم والمؤذِ نحو الجمال يبدو صادمًا وغريبًا، ولكن ربما بعد مئات أو حتى عشرات السنوات يندهش جيل جديد من النساء من أننا كنا على استعداد للإصابة بسرطان الثدى أو العبث فى هرموناتنا لنخفى الشعر الرمادى أو نحصل على وجهٍ خالٍ من التجاعيد.




الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;