شهر زاد المحجبة فى كندا.. "ولاء" تتقمص الشخصية لتعليم الأطفال أصول الدين

بمجرد أن نتظر إليها تشعر وكأنك فتحت حكاية ألف ليلة وليلة، إنها شهرزاد المحجبة كما تطلق على نفسها، وهي امرأة مسلمة فرضت عليها ظروف عمل زوجها التنقل بين الدول، والمجتمعات غير المسلمة بدرجة كبيرة، ما دفعها للبحث عن طريقة يمكنها من خلالها تعريف الأطفال بالإسلام وقصص الأنبياء، فكانت فكرة "شهرزاد" هي الحل، إنها ولاء فوزي عبد الله. "أول الحكاية.. إني كأي بنت عايشة في مجتمعنا جبت مجموع كبير في الثانوية العامة، وكان لازم ادخل كلية من كليات القمة علشان المجموع خسارة، وبالفعل درست في كلية ألسن، بس مكانش ليها أي علاقه بشغفي ولا باللي أنا بحبه، وبعد ما خلصت الكلية اتجوزت وسافرت مع جوزي نيوزيلاند، ومن هناك بدأت قصتي" هكذاء تحدثت "ولاء" عن بداية قصة شهرزاد المحجبة. بمجرد أن سافرت "ولاء" مع زوجها بدأت رحلة البحث عن المساجد للتطوع في المجتمع المسلم Muslim community هناك، وبدأت رحلة تعليم الأطفال المسلمين سواء العرب أو غير الناطقين باللغة العربية أخلاق الدين، وكيفية قراءة القرآن، ثم سافرت إلى ماليزيا بسبب ظروف عمل زوجها في البترول التي تتطلب التنقل إلى بلد جديد كل عامين أو ثلاثة، وقامت بنفس الشيء أيضًا لتعليم الأطفال، إلا أن الأمر كان مختلفًا قليلًا لأن ماليزيا بلد مسلم في الأساس، فكانت تعلم الأمهات والأطفال معًا. استمرت على ذلك الوضع حتى اتجهت إلى الخليج في عُمان، ففكرت في تعليم الأطفال أخلاق الدين وتعريفهم بقصص الصحابة والأنبياء، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدها إلى لندن، وأخيرًا إلى دبي التي وصفتها بأنها "نقطة انطلاقها". قالت "ولاء": "في دبي الموضوع ابتدى يوسع، لأني تطوعت هناك في مؤسسة أسرية كان هدفها إنها تخدم الأمهات والأطفال، وهناك اكتشفت نفسي حقيقي، وعرفت إن هدفي إني أسيب أثر، وأن الجيل الصغير هو اللي ممكن يتغير لو ركزنا معاه أكتر ما بنركز مع الكبار، فكنت بعمل مسرحيات للأطفال، وكنت بتطوع إني أروح المدارس هناك، وألبس شهرزاد واحكيلهم قصص، والأولاد كانوا بيحبوا الموضوع جدًا طبعًا." وأضافت أنها قبل أن تصبح متطوعة في المجتمع المسلم فهي أم لثلاثة أطفال تحاول تربيتهم بطريقة دينية، ولكنها اكتشفت أن أغلب الآباء والأمهات مقصرون في حق أطفالهم، فحين كانت تبحث كأم عن قصص الأنبياء أو السيرة النبوية حتى تعلمها لأطفالها، فإن أغلب ما تجده وفقًأ لوصفها: "يا إما حاجات كارتون بتتكلم بطريقة مضحكة جدًا والأولاد مبيفهموش منها حاجة، زي هيا يا أولاد سنحكي لكم قصة، يا إما شيوخ والأطفال مش بيستوعبوا منهم ومبيحبوش يتفرجوا عليهم"، لذا قررت أنها هي من ستحدث التغيير ولن تبحث عنه أو تنتظر حدوثه. أما عن بداية تقمصها لشخصية شهرزاد لتروي للأطفال قصص الأنبياء أو السيرة النبوية قالت إنها كانت عام 2014 أثناء وجودها في دبي، كان هناك احتفالًا بيوم اللغة العربية، وكانت إحدى صديقاتها تقوم فيه بدور "الحكواتي"، ولكن حدث لديها ظرف طارئ وطُلب منها أن تقوم بدورها هذا العام، وأثناء التحدث معها طُرح سؤال "ليه الحكواتي بيبقى راجل، رغم إن عندنا شهرزاد وهي أصلًا story teller ست؟" طرح هذا السؤال شجع "ولاء" على تفصيل فستان بنفسها يشبه فساتين شهرزاد، و"طرطور" يشبه ذلك الذي كانت ترتديه، وأصبحت بعدها تذهب للمدارس من أجل تعليم الأطفال الذين كانوا يطلبوها بالاسم. وحين عادة إلى عُمان مرة أخرى، قررت تعليم الأطفال في منزلها، ولكنها ارتدت أثناء ذلك زي شهرزاد، وهذا كان غريبًا بالنسبة لأمهات الأطفال، فكانوا يستنكروا الأمر متسائلين: "يعني إيه معلمة دين وقرآن لابسة كده!" إلا أن الأمر لدى الأطفال كان على النقيض تمامًا، فكان مبهرًا وعظيمًا، وأصبح لديهم قدرة على التركيز وتذكر كل ما أقوله لهم، "كانت المعلومة بتدخل قلوبهم مش عقلهم" على حد تعبيرها. وبعدها انتقلت إلى كندا، وتطوعت كعادتها في المجتمع المسلم، وقالت عن حياتها هناك: "بروح أقدم شهرزاد في المسجد وبعمل حلقات للولاد في البيت، وعملت استوديو صغير عندي هنا في البيت بعمل فيه حلقات على اليوتيوب، والولاد بيبقوا مبسوطين جدًا لما بيشوفوا إن فيه برنسيس مسلمة و كمان لابسة حجاب اسمها شهرزاد، وكتير منهم قالولي دي أول مرة نشوف برنسيس مسلمة لابسة حجاب." وعن سبب اختيارها لشخصية شهرزاد تحديدًا قالت: "شهرزاد كشخصية كانت بتحكي قصص وحكايات لشهريار علشان مش عاوزاها يموتها، فكانت نيتها وهي بتحكيله القصص إنها تخليه ينشغل في الحواديت بتاعتها علشان يسيبها عايشة، وأنا قرأت إنها بطلت تحكيله حواديت علشان كانت خلفت أطفال فاستأذنته إنها تبطل تحكي ، فأنا مسكت بقي في الموضوع ده، وفلت هي بطلت تحكي لشهريار بس هاتبتدي تحكي لأولادها، وزي ما عرفت تغير شهرياراللي بطل يبقي حاكم ظالم بالحواديت، أكيد هتعرف تأثر في أولادها." واختتمت حديثها لـ "انفراد" عن حلمها قائلة إنها تحلم بأن تتمكن من خلال تقمصها لشخصية شهرزاد من تربية الأطفال باستخدام القصص المفيدة لأن الأخلاق في قصص الصحابة أو قصص الأنبياء أو سيرة النبي يمكن أن تربي جيل أقوي وفاهم دينه أكثر، وقادر على تطبيق تعاليمه.












الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;