أحمد يوثق حياة المصريين في 150 سنة بلقطات نادرة ولديه أقدم صورة فوتوغرافية لمصر

شاهدت صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك صدفةً، فوجدت كميات كبيرة من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود التي قام بتلوينها وعرضها للجمهور، وفيديوهات نادرة لحقبة زمنية لم أشاهدها سوى على شاشات التليفزيون من خلال الأفلام القديمة، أو في الصور التي كانت تمتلكها جدتي، وتجمعنا حولها لتحكي لنا "ذكريات من زمن فات"، فشعرت بالحنين لتلك الحقبة التي لم يحالفني الحظ أن أعاصرها، إنه الأستاذ أحمد الطنيخي عاشق تجميع التراث المصري القديم. تخرج "الطنيخي" في كلية التجارة إنجليزي بجامعة الإسكندرية، ويعمي محاسبًا في إحدى دول الخليج، وعن فكرته لتوثيق التراث الواقعي الإسلامي تحدث لـ "انفراد" قائلًا: "منذ سبع سنوات بدأت بهواية جمع الصور القديمة، وكانت تستهوينى فكرة توثيق الوجوه البسيطة والشوارع العادية لمصر، وربما كانت للغربة دورًا كبيرًا فى الشعور بالحنين تجاه كل ما يرتبط بالوطن، وتطورت الفكرة بعدما بدأت نشر هذه الصور، ووجدت متابعين يشاركون نفس الشعور والهواية، إلى أن فكرت فى عمل مشروع توثيقي لمصر يضم جميع الصور والفيديوهات النادرة التي لم تعرض من قبل، والعمل على عرضها بطريقة مواكبة تناسب تقبل الجيل الحالي لها بدون ملل ونفور." وأضاف أن فكرة المشروع تعتمد على توثيق الواقع المصري البسيط في الفترة بين 1839م-1989م، أي خلال 150 سنة، تبدأ من منذ بداية استخدام الكاميرا في مصر، بطريقة عرض مواكبة للعصر الحديث لتنال قبول الأجيال الجديد، رغبة في تقليل الفجوة الكبيرة بين تفكير وثقافة الأجيال المختلفة داخل المجتمع المصري، ودحض فكرة الافتخار المبالغ فيه بكل ما هو غربي، وتعريف الجيل الحالي بهويته المصرية التي يفتقدها. مصادر عديدة يحصل من خلالها "أحمد" على الصور التي يقوم بنشرها على صفحته، وأغلبها تكون مصادر أجنبية، من خلال تتبع السائحين الأجانب الذين زاروا مصر في الأزمنة السابقة المختلفة، أو الذين كانوا يعيشون فيها لفترات طويلة، حيث كان لديهم القدرة على اقتناء الكاميرا الحديثة فى وقتها، وكذلك شغفهم فى التوثيق بهذه الكاميرات وقتها جعل هذه المواد بين يدينا الآن. كذلك يعتمد "الطنيخي" على المجلات الأجنبية والكتب المصورة التي كانت تهتم بتوثيق صورًا للشرق الأوسط، كما أن أغلب المصورين المشهورين في الغرب يمتلكون أرشيفًا كبيرًا توثق الواقع المصري، وينشروا تلك الصور على منصاتهم الشخصية، وأخيرًا بعدما بدأ مشروعه، بدأ الكثير من المتابعين بإرسال مساهماتهم الخاصة من الصور العائلية التي تعود لأزمنة مختلفة بغرض ترميمها ونشرها، كما يقوم بعض أصدقائه المقربين بشراء الصور القديمة من أماكن مختلفة في القاهرة وإرسالها له. وبعد فترة طويلة من التركيز على توثيق الصور، ظهرت لدى "أحمد" رغبة شديدة في توثيق الفيديوهات أيضًا، فبدأ رحلة البحث عن لقطات حية للمواطن المصري البسيط، وبعد ثلاث سنوات من البحث وصل لمجموعة من الفيديوهات التي لم يكن يتخيل وجودها مثل فيديو لأسرة مصرية تتناول الغداء وتستمع للمذياع وتمارس حياتها العادية وبجودة عالية فى الثلاثينيات وغيره من الفيديوهات التي قال عنها: "مغارة علي بابا التي عثرت عليها." قال أحمد الطنيخي إنه يواجه العديد من التحديات في مشروع التوثيق الواقعي، أبرزها هو أن معظم المواد التي يبحث عنها تكون بمبالغ طائلة، وهي في الأساس تكون معروضة للأغراض التجارية كالأفلام الوثائقية والسينمائية، لذا فهو يضطر للحصول على 1% فقط من المتاح من هذه المواد، لأنه غير قادر على مجاراة سوق العرض والطلب لهذه المواد الأرشيفية كمؤسسات صناعة السينما والأفلام واقتناء الـ 99% المتبقية، فضلًا عن صعوبة التواصل كفرد وليس مؤسسة مع أصحاب هذه المواد. وبسؤاله عن أطرف المواقف التي واجهته في هذا المشروع قال: " أتذكر قصة الفتاة التي رأت صورة لوالدتها وهي طالبة متواجدة فى أحد المعامل الكيميائية بجامعة الأزهر وسط زملائها كان قد صورهم مصور أجنبي ورأتها لأول مرة، وأخرى رأت والدها رحمه الله، والذي كان يعمل كأحد أفراد الأمن الشرطية فى مطار القاهرة الدولي ويقوم بإجراءات احترازية مع المسافرين القادمين إلى مصر وقت انتشار وباء الكوليرا، وكان ذلك التوثيق بتاريخ 24 أكتوبر 1977م." وأضاف: "كما أتذكر صورة نشرتها لطالب داخل الجامعة الأمريكية وهو يذاكر في إحدى زوايا فناء الجامعة سنة 1970م، وتفاجأت بعد نشر الصورة بفترة طويلة بصاحب الصورة يحدثني وهو يشكرني ويعبر عن امتنانه وسعادته على هذه الصورة جدًا، حيث أنه يراها لأول مرة في حياته." وكذلك تحدث عن صورة تم العثور عليها بواسطة أحد أصدقائه في سوق الإمام ترجع لعام 1935م، وتم ترميمها وإعادة تلوينها وتوثيقها فتواصل معه أكثر من شخص من عائلة رشيد يؤكد أنها لعائلة مصطفى بك رشيد ابن أحمد باشا رشيد وتعرف على جميع من في الصورة (رحمهم الله جميعًا). وتحدث الأستاذ أحمد الطنيخي صاحب مشروع التوثيق الواقعي المصري عن أقدم صورة يمتلكها وقال إنها التقطت عام 1839 بعد اختراع التصوير الفوتوغرافي بشهرين على يد المصور الفرتسي فرنيه، وهناك أبحاث تقول إنها أول صورة فوتوغرافيه في تاريخ مصر، وهي لمدخل حرملك محمد علي بقصر رأس التين بالإسكندرية. وعن أحلامه في المستقبل قائلًا إنه يعمل مؤخرًا على قراءة الأبحاث المرتبطة بعلم التوثيق وكذلك أبحاث عن كيفية إحياء التراث وطرق العرض المبتكرة، وأنه يركز في المستقبل على تطوير طريقة العرض وتوسيع منصات التوثيق لتشمل الانستجرام وتويتر ويوتيوب، واثراء المتابع بمعلومات مثيرة لاهتمامه من أجل تحفيزه للبحث في التاريخ والتراث المصري. واختتم حديثه لـ "انفراد" قائلًا: "أحلم أن أكون من أحد مؤسسي منصة الكترونية مستقلة تحت مسمى الأرشيف المصري، تضاهي في فكرتها الأرشيفات الأمريكية والبريطانية وغيرها، وتجمع كل ماهو توثيقي وتراثي بطريقة احترافية وطريقة عرض ممتعة مناسبة لجميع الأجيال."


























































الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;