"نازلى صبرى" أول سلطانة فى تاريخ مصر

امرأة طويلة القامة رشيقة القد بشرتها بيضاء كاللبن وشعرها الأسود الطويل ينسدل على ظهرها، عيناها سوداوان ضاحكتان، وكان وجهها مشربا باحمرار فى لون ورد الربيع هكذا وصف الصحفى الكبير مصطفى أمين "الملكة نازلى" فلم تكن شخصية عادية، ولكنها كانت مثيرة للجدل، فكانت المرأة أول امرأة فى تاريخ مصر تحمل لقب سلطانة بزواجها من السلطان فؤاد ثم ملكة بعدما اصبح السلطان ملكا ثم صارت صاحبة الجلالة الملكة الأم بعد أن تولى ابنها عرش مصر.

هى ابنة عبد الرحيم باشا صبرى الذى كان مديرا لمديرية المنوفية، ثم عين بعد زواجها من الملك فؤاد وزيرا للزراعة، وأمها توفيقة هانم ابنة رئيس وزراء مصر وأبو الدستور المصرى محمد شريف باشا، تزوجت الملك فؤاد وأنجبت منه خمسة أبناء هم (الملك فاروق، الأميرة فوزية، الأميرة فائزة، الأميرة فائقة، الأميرة فتحية).

قال عنها الكاتب محمد حسنين هيكل، أنها واحدة من ثلاث نساء أدرن خيوط السياسة المصرية، فلم تكن نازلى مجرد امرأة مشهورة أو ملكة وإنما اعتادت دائما أن تكون محط أنظار الجميع، فلعبت دورا كبيرا بعد وفاة الملك فؤاد فى تولى الملك فاروق للعرش، حيث كان فاروق عند وفاة والده لم يبلغ السن القانونى حتى يتمكن من تسلم كامل سلطاته الشرعية، وعينت لجنة وصاية عليه كان يرأسها أبرز الطامعين فى الحكم وقتها الأمير محمد على توفيق، الأمر الذى دفع بالملكة نازلى لاستصدار فتوى من الإمام المراغى بأنه يجوز للإنسان أن يتصرف فى أمواله عندما يبلغ 15 عاما من عمره ليتسلم فاروق حكم البلاد وهو فى عمر 17 ميلاديا و18 هجريا، طبقا للدستور الذى ينص على احتساب التقويم بالهجري.

وارتبطت الملكة نازلى بعلاقة عاطفية مع أحمد حسنين باشا، وكان رائدًا لولى العهد الملك فاروق، واستمرت علاقتهما ما يقارب التسع سنوات وتزوجا عرفيا، إلى أن توفى فى حادث سيارة.

قررت الملكة الرحيل عن مصر، فجمعت كل اموالها فى سرية تامة، وأذن لها الملك فاروق بالسفر إلى فرنسا بحجة العلاج من مرض الكلى، واعتنقت نازلى المسيحية، وبررت ذلك بأنها نجت من موت محقق على أثر العمليات الجراحية المتكررة التى أجريت لها فى أحد المستشفيات الكاثوليكية، وأنها نذرت قبل إجراء إحدى هذه العمليات أن تعتنق "الكاثوليكية" إذا أمد الله لها فى عمرها ونجت من الموت، ولهذا رأت أن تفى بنذرها، وأن تعود إلى دين ومذهب جدها الكولونيل "أونتلم أوكتاف سيف".

لم ترتد "نازلى" وحدها عن الإسلام لتعتنق "المسيحية"، وإنما فعلت ذلك ابنتها "فتحية" التى غادرت مصر معها وتزوجت من "رياض غالى" المسيحى وقيل وقتها إنه أشهر إسلامه، كما أقدمت ابنتها "فائزة" على نفس الفعل، وكان لـ"فائزة" دراما من نوع آخر، حيث إنها نجحت فى تهريب مجوهراتها عن طريق الحقيبة الدبلوماسية للملحق العسكرى التركى الكولونيل محمد نور الدين.

انتهت حياة نازلى بضياع ثروتها وإعلان إفلاسها وتجريدها من لقبها وقضت أيامها الأخيرة فى حى الفقراء بـ"لوس أنجلوس".






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;