بعيدًا عن المناضل والعاشق.. ماذا تعرف عن غسان كنفانى الأب والزوج؟

"المناضل الفلسطينى والعاشق" الوجهان الأكثر انتشارًا للروائى والصحفى الفلسطينى "غسانى كنفانى" الذى استشهد فى مثل هذا اليوم قبل 45 عامًا بعد استهداف سيارته بعبوة ناسفة. وبين وجهى المناضل الذى دفع عمره ثمنًا للقضية التى عاش لأجلها، والعاشق اليأس الذى يحب لأجل الحب لم يلتفت الكثيرون للوجوه الأخرى لهذا الرجل العاشق لأسرته والزوج المخلص والأب الذى تقول زوجته إنه "أحب طفليه حتى العبادة". غسان كنفانى الزوج: احترام وحب وأحلام مشتركة "هل تتزوجيني؟ أنا فقير لا مال لى ولا هوية. أعمل فى السياسة ولا أمان لى. وأنا مصاب بالسكرى" عرض الزواج الغريب هذا ألقاه غسان كنفانى على مسامع الدنماركية آنى هوفمن بعد أسبوعين من لقائهما فى بيروت لتبدأ بعدها حياتهما معًا التى استمرت منذ العام 1961 وحتى رحيله عام 1972 وتثمر طفلين. وكانت "آنى" قبل لقاء غسان مدرسة دنماركية وابنة لمناضل قديم ضد النازية، قررت أن تذهب إلى بيروت وفلسطين ومصر من أجل مساعدة اللاجئين بعد أن سمعت عن القضية الفلسطينية. والتقت آنى غسان فى بيروت حاملة خطاب توصية من أصدقائه ليساعدها على دخول المخيمات الفلسطينية. وعرض عليها الزواج بعد أسبوعين من تعارفهما ثم تزوجا فى نوفمر 1961 وأنجبا ابنهما الأول فى العام التالى. وفى حوار صحفى معها قالت آنى عن حياتهما الزوجية إنها "استندت إلى الثقة، والاحترام، والحب، ولهذا،وكانت على الدوام مهمة، جميلة، قوية". وعن طبيعة العلاقة بين زوجين من خلفية ثقافية مختلفة، فهو رجل شرقى وهى امرأة غربية فقالت "كان يقول لى لكِ حريتك بشرط ألا تؤذى مشاعرى ولى حريتى شرط ألا أؤذى مشاعرك". غسان كنفانى الأخ: نبع معرفة وقرار القرار يحكى عدنان كنفانى فى حوار صحفى عن شقيقه "كنا رفاق الغربة، وكنا شريكين فى فراش، وشريكين على ثدى، وشريكين فى رحلة لجوء وغربة وشتات، لقد تعايشنا رحلة عمر، الطفولة والصبا والشباب، وكان يمثّل لى نبع المعرفة، وقرار القرار، تعلّمت منه الكثير، ونضجنا قبل أواننا الطبيعى فقد ضاعت طفولتينا على أسلاك الغربة واللجوء". ويقول عدنان إن غسان كان الأقرب له من بين إخوته حتى أنها لم يخفيا عن بعضهما شيئًا وكانت بينهما أسرار يقول عنها "لا تتعدى الأحلام والخيالات وكان فيها دائماً الكثير من التمنّى والحزن، ومشاريع ماتت قبل أن ترى النور". غسان كنفانى الأب: "أحب طفليه حتى العبادة" فى حوار صحفى قالت "آنى كنفانى" إن غسان "أحب طفليه حتى العبادة وعلى قصر الزمن الذى قضاه معنا، فقد كان يلعب معهما مراراً ويعلمهما أشياء كثيرة. ولقلما فقد أعصابه، ولم يضربهما قط. واتسع سروره برفقتهما ليشمل أصدقاءهما، وغالباً ما قادهم جميعا فى سيارته إلى السينما أو شاركهم ألعابهم فى منزلنا". وحين رحل غسان كان طفله الأكبر "فايز" فى العاشرة من عمره، وكتب عنه "فايز" يومًا رسالة منشورة بالموقع الرسمى لغسان كنفانى ترسم بدقة ملامح العلاقة بينهما حيث كتب فايز: "حين كنت صغيرا، كان أبى يأخذنى الى جريدة المحرر، فيجلسنى على كرسيه ويطلب منى أن أرسم بعض الصور. وحين انتقل إلى الأنوار، كنت أذهب معه كذلك. ثم انتقل إلى الهدف وأخذنى معه برفقة اختى ليلى، لنلتقى بزملائه هناك. كان ابى رجلا طيبا. كان يشترى كل ما ارغب به، و ما زلت احبه، رغم انه قد مات. لقد وجدت صعوبة فى تعلم اللغة العربية، لكنه علمنى اشياء كثيرة. وهكذا صار بإمكانى قراءة جميع المقالات المكتوبة عنه. احببت أن يكون لى أب مثله، لأنه كان كثير الذكاء، ولأن الناس أحبوه. فى الدنمارك، كنا أنا وليلى نشتاق إليه كثيرا، وقد سألنا أمنا أن تعيدنا إليه. وحين عدنا، كنا نراه يعمل فى الجنينة كل أحد، يزرع الأزهار بيدين ناعمتين. كنا أحيانا نعمل معا فى الجنينة. وحين يشتد الحر ننزع قمصاننا. وبعد العمل كان غالبا ما يعلمنى كيف استخدم المسدس الصغير الذى اشتراه لى. ولقد احببت مشاهدة التلفزيون معه. عندما أكبر أريد أن أكون مثل أبى، وسأحارب لكى أعود إلى فلسطين: وطن أبى، والأرض التى حدثنى هو وحدثتنى أم سعد كثيرا عنها. من الآن وصاعدا، سأساعد امى واختى مساعدة عظيمة من اجل الا تشتاقا اليه كثيرا. لكننا لن ننساه ابدا.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;