جرس وأذان.. هند مسلمة حفرت شكرها لمعجزة شفاء أمها على جدران كنيسة مارى جرجس

"إنجيل..قرآن وجرس وأذان..الهلال مع الصليب" كلها عبارات لخصت صور الوحدة الوطنية والانسجام بين مسلمى ومسيحى مصر، ولكن هناك قصة خفية أخرى لخصت تلك العلاقة لم يحك عنها من قبل. فبمجرد عبورك بوابة كنيسة القديس مارى جرجس بمنطقة مجمع الأديان بمصر القديمة تجد هدوء التراتيل ونسائم المكان تجذبك إليه دون إرادة منك، كنيسة تاريخية ومزار سياحى ذو مكانة مرتفعة بداخلنا جميعا، ولكن فى إحدى المزارات بالكنيسة كان للتسامح الدينى صورة جديدة، فهى تحتوى على مكان مخصص للأمنيات، يتوافد عليه الكثير من أقباط مصر للمناجاة وطلب تحقيق الأمنيات متبركين بمعجزات "القديس الطاهر" مارى جرجس. استطاع مارى جرجس الوقوف فى وجه الإمبراطور الرومانى "دقليديانوس" فى اضطهاده لمسيحى مصر، لذا تم إيذائه وتعذيبه لمدة 7 سنوات حتى لقى ربه بعد أعوام من الجهاد ضد اضطهاد الرومان للمسيحين. نقل رفات مارى جرجس للكنيسة بمجمع الأديان ومنذ ذلك الوقت ويتوافد الناس من مختلف الأديان والأجناس ليتعرفوا على قصته والأدوات التى عذب بها وهى الموجودة فى نفس المكان الخاص بالأمنيات. تدخل الحجرة لتجد مشاهد اعتادت عيناك على رؤيتها فى أى كنيسة أخرى، إضاءة شموع، بكاء، توسلات ودعاء لا ينقطع، لتجد عيناك تنبهك لوجود ناقوصاً مهم ومختلف على حائط حجرة الأمنيات، فوسط عبارات الشكر والامتنان التى حفرها المسيحين على قطع من الرخام لمارى جرجس على معجزاته تجد بصمة من فتاة "مسلمة" تفوح منها روح مصر الأصيلة. "هند سعيد" تلك الفتاة المسلمة التى خلعت كل ما يوافق عليه أو يرفضه الآخرون، وتركت خلفها حسابات الأديان ووجهت قلبها لشكر مارى جرجس للمساعدة فى شفاء والدتها بعد أعوام من المرض بحسب ما كتبت على اللوحة المعلقة. وبسؤال "صامئيل فارس" حارس المزار عن سر تلك اللوحة اوضح لـ "انفراد"، أن هذا المكان يتبرك به الكثيرون ويأتوا للدعاء والتوسل وطلب الأمنيات من مارى جرجس وبعد أن تتحقق يأتون بتلك اللوحات لشكره على ما قدم له. ولأنه يعمل حارساً للمزار منذ أكثر من 10 أعوام يرى أنها لفتة طيبة ومجرد تعبير عن الشكر لما وصل إليه هؤلاء من تحقيق لأمنياتهم، وعن لوحة "هند سعيد" يحكى صامئيل أنها مثل أى لوحة معلقة فى المكان كلها عبرت عن أمنيات طلبها أفراد لوقت طويل حتى تحققت. تسحبك قدماك للتجول فى المكان فيتأثر قلبك لما تفوح من الكلمات المحفورة على الجدران من أحلام وأمنيات وشعور بالامتنان لتحقيقها، فكتبت إحداهن شكراً مارى جرجس على حمل ابنتى بعد 6 سنوات، وأخرى شكرته على النجاح وآخرون يمتنون على تحقيق أمنية الزواج والترقية فى العمل. كلها أحلام مشروعة لا تنم إلا عن رجاء وتوسل أياً كانت صورته أو طرق التعبير عنه، لا يفرق بينه الدين وإنما فقط يخرج للسماء بمناجاة وأمل فى التحقق وثقة فى الوصول مهما فات من وقت.










































الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;