أحمد أنيس شاب سقط من الكرسى المتحرك فرحا بفوز المنتخب

"اتنطط من الفرحة" هى الحالة التى عاشها الشعب المصرى فور انتهاء مباراة مصر والكونغو وتأهل المنتخب المصرى لمونديال كأس العالم 2018، وهو الحلم الذى طال انتظاره لمدة 28 عاما، وهنا وثقت عدسات الكاميرا لقطات الفرحة والسعادة فى قلوب المصريين، ولكن توقفت قليلا لترصد واحدا من أروع مشاهد المباراة لشاب نسى إعاقته وانتفض من الكرسى المتحرك ليهلل مع الجمهور احتفالا بالفوز. "أحمد أنيس بطل خلف الكواليس" فلم يكن ذلك الشاب واحدا من المشجعين فقط ولكنه بطل حقيقى وراء إصابته قصة حب وبطولة فى الألعاب الرياضية انتهت بتغيير مسار حياته، ولكن بإصراره وعزيمته أثبت للجميع أن الإعاقة فى الفكر وليست فى الجسد، واستطاع أن يكون مهندسا مرموقا وهو لا يمتلك سوى إصبعين فقط من أصابع يده اليسرى لعمل أجمل التصميمات الهندسية، وذلك بتشجيع البطلة الثانية فى القصة وهى زوجته ورفيقه عمره "مريم". بدأت القصة فى أجمل أيام حياته عندما كان ينتظر نتيجة تخرجه من كليه الهندسة ليحقق حلمه ويسعد أسرته، ولكن لن يعلم أن حبه الشديد للرياضة سيغير حياته ويبدل أحواله، حيث تعرض لحادث أليم أثناء القفز فى حمام السباحة أدى إلى كسر فى الجمجمة وتهتك فى الحبل الشوكى وشلل رباعى. روى البطل أحمد أنيس قصته لـ"انفراد" حيث قال: "كانت حياتى كأى شاب طموح درست فى كلية الهندسة جامعة عين شمس وتمنيت أن أكون مهندسا مرموقا، ولكن الرياضة كانت أهم شىء فى حياتى خصوصا كرة القدم، فمن صغرى كنت من أمهر اللاعيبن فى نادى مدينة نصر، وفى نفس الوقت كنت مدرب فى الجيم، وفى سنة التخرج تعرضت لحادث بشع غير حياتى عندما قفزت فى حمام السباحة من ارتفاع 10 أمتار، فكنت أقفزها دائما ولكن فى ذلك اليوم قفزت 6 مرات، وفى آخر مرة كانت شديدة أدت إلى اصطدامى بأرضية حمام السباحة وتعرضت لكسر فى الفقرات وتهتك فى الحبل الشوكى وشلل رباعى تحت الماء، وفقدت الوعى والحركة تماما، ومن هنا تغيرت حياتى من شاب يطير فوق الأرض إلى شاب لا يستطيع الحركة. وأضاف أحمد: "لمدة عام ونصف قضيت حياتى بين المستشفيات والعمليات، ولكن امتلأ قلبى بالرضا والإصرار والتحدى وقررت أن أواجه الحياة وأرضى بقضاء الله وقدره، وانتهت الحكاية بجلوسى على كرسى متحرك لا أستطيع غير تحريك العينين فقط وإصبعين فى اليد اليسرى، وبدأت التدريب على الكتابة والرسم بأصابع يدى، ولكن لم تستحمل والدتى أن ترانى أمامها عاجزا وتوفيت حزنا علىّ". وتابع: "قررت أن أتحدى أى إعاقة فى حياتى واقتنعت أن ما أمرّ به منحة من الله وليس محنة وبحثت على وظائف خالية تناسبنى وبالفعل عملت مهندسا والحمد لله تصميماتى لاقت إعجاب الجميع، على الرغم من أننى لا أحرك غير إصبعين فقط فى اليد اليسرى، ووالدى كان يوصلنى كل يوم ولكن للأسف تركنى هو أيضا عندما تعرض لحادث أليم وهو فى طريقه لعملى لكى أعود معه وتوفى، وأصبحت وحيدا بعد أمى وأبى سندى فى الحياة". واستكمل أحمد: "رغم حرمانى وحزنى على أبى وأمى ولكنى قررت أن أكمل الطريق ولم أفقد الأمل، وأن أسوق بنفسى دون مساعدة أحد، فالجميع استغرب من كلامى ولكنى الحمد لله كانت قدمى الشمال تتحرك بنسبة 10%، وبدأت أسوق فى الأماكن القريبة من منزلى نظرا للوائح والقوانين التى تمنعنى من ذلك". لن يتخيل البطل أنه سيقابل رفيقة عمره وهو جليس على كرس متحرك، ولم يعرف أيضا أنها بطلة كسرت كل التقاليد والحواجز التى تمنع فتاة طبيعية من الارتباط من شاب مصاب، ولكن وافقت مريم على زواجها من أحمد وكانت تراه سليما 100%. وعن قصة زواج الأبطال قال أحمد: "قابلت زوجتى مريم عن طريق أحد الأصدقاء ولكنى لم أتخيل أن فتاة سليمة وجميلة مثل مريم توافق على الزواج من شخص مصاب يعيش حياته على كرسى متحرك، ولكنها غيرت كل مفاهيم الحياة وفى أول مرة تحدثت معها لكى أحكى لها عن الحادث قالت لى (إنت مش محتاج تتكلم عن الحادثة وعن إعاقتك لأنى شيفاك سليم مية فى المية)، ومن هذه اللحظة عشت أجمل قصة حب معها وأصبحت أمى وأختى وصديقتى وحبيبتى قبل أن تكون زوجتى وسندى فى الحياة، ودائما تقول لى إنت بطلى فى الحياة". وعن اللحظة التاريخية التى عاشها أحمد ومريم فى الماتش قال: "أقنعتنتى مريم أن نحضر المباراة فى الاستاد بتشيرتات مصر، لأنها تعرف أننى أعشق الكرة جدا، ولكن اضطرت أن تتركنى بمفردى فى مقاعد ذوى الاحتياجات الخاصة وهى فى المدرجات وكانت تبكى لأنها لم تستحمل أن تتركنى، وطلبت من لواء شرطة أن يتركها بجانبى والحمد لله وافق وشجعنا المنتخب معا، وبمنتهى القوة كانت تدعى بصوت عال للمنتخب ولحظة الهدف الأخير وإعلان الفوز لم أشعر بنفسى إلا وأنا قافز من الكرسى المتحرك من شدة الفرحة". وأنهى حديثه: "النجاح وتحقيق الأحلام يعتمد على العزيمة والإصرار، اتحدى نفسك وحقق أحلامك، وأتمنى من كل الأهالى أن ينظروا للمعاق أو المصاب بنظرة إيجابيةفمن حقك أن ترفض عريس لابنتك، ولكن الرفض يكون على أساس الأخلاق والدين وليس على الشكل والجسم، وأخيرا لازم نشجع منتخبنا فى كل مكان".
















الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;