"وليل"و"كريج"و"فِتة".. منتجات نوبية تروى حكايتها الحاجة نجاح

ادخل إلى بهو نقابة الصحفيين وامش ببطء ستجبرك عيناك على رؤية ألوان مبهجة وضحكات مشرقة ووجوه تختلف عن طبيعة المكان الموجودة به، ستجد مجموعة من النساء بالجانب الأيسر يقفن خلف منضدة تحمل مجموعة من "المشغولات الأسوانية"، لغتهن النوبية وبضاعتهن التى تأخذك إلى أرض النوبة، تستوقف الكثيرين ليبتاعوا منتجاتهن ويستمعوا إلى حكاياتها التراثية. إبرة ومجموعة من الخيوط الملونة وخرز وجعران ومجموعة من الخامات النوبية، هذه هى الأشياء التى ستجدها فى أيديهن وهن فى استقبال رواد النقابة، الذين يندهشون من سبب وجودهن أكثر من وجودهن ذاته، خاصة أنهن جئن من أسوان ليساعدن أزواجهن على المعيشة ولإحياء تراثهن النوبى من خلال تسويق منتجاتهن التى يشغلنها فى منازلهن. "وليل"،"كريج"، "فِتة" هذه هى الأسماء النوبية لبعض المنتجات حكت عنها "نجاح عبد الرحمن" السيدة الأربعينية لـ "انفراد" وقالت:"الوليل" هو الطبق وهو من الحاجات التراثية الموجودة فى كل بيت عندنا، مضيفة:" لازم كل البنات يتعلموا يعملوه مهما كان معاهم شهادات، وهو مصنوع من جريد النخل وخيوط صوف"، مشيرة إلى أنه يوجد به أحجام ويجب تعليقه على جدران كل منزل، مؤكدة أن العريس النوبى لابد أن يرسم هذا الشكل على جدران منزله بنفسه باستخدام ألوان الزيت، ويتم استخدام هذا الطبق فى وضع الأكواب عليه وتغطية صوانى الطعام. وتابعت: "الكريج أو الفِتة عبارة عن العياشة اللى بتحفط العيش، ودايمًا بنختار الألوان الزاهية عشان الفرحة، لأننا مبنحبش الحزن"، وبابتسامتها ناصعة البياض التى تشق طيبة بشرتها السمراء، انتقلت إلى الحديث عن "الجعران" وحكايته التى قالت عنها:"الجعران ده من أيام الفراعنة، كانوا بيستخدموه عشان يجيب لهم الحظ، والجعران الأزرق دايمًا نلبسه البنات عشان يتجوزوا، والبنى والأحمر عشان يجيب الفرحة والسعادة". لغتها المُبهجة والطاقية التى كانت تشغلها بيدها تستدعى فى ذهنك صوت الكينج وهو يقول "يا أبو الطاقية شبيكة يا مين عملهالك"، لتجدها تكمل معك الأغنية بأصلها التراثى وتسرد حكايتها وتقول"الطاقية دى نوعين، نوع بنعمله بالكروشيه، ونوع تانى بالإبرة والخيط العادى، ولازم تبقى ألوانها كلها بهجة، وبيلبسها الأطفال والرجالة، ولازم العريس يلبسها فى حنته، وبناخد يومين عشان نعمل طاقية واحدة". دون أن تنقطع الحكايات التراثية التقطت الحاجة فاطمة السيدة الخمسينية طرف الحديث وقالت "ده بقى الذهب النوبى، بنسميه الجبربوبة أو الشف"، مشيرة إلى أن النساء فى النوبة قديمًا كن يرتدين الذهب بأشكال مميزة، لكن بعد ارتفاع أسعاره لم يستطعن التخلى عن عادتهن لكنهن تحايلن عليها، وأضافت"احنا دلوقتى بنصنعه من النحاس، وبتكون عليه نقوشنا زى الهلال والنجمة" وكمان بنشغله ومعاه خرز، ولازم العروسة تلبسه يوم حنتها مع التوب السودانى". وعن طبيعة يوم المرأة النوبية، حكت الحاجة فاطمة وقالت: "بنصحى الساعة 4، نصلى الفجر ونفطر الطيور، ونشوف شغل البيت، ونجهز الغداء، على الظهر نكون جهزنا فطارنا، ونقعد الجيران والقرايب نشتغل بقى فى الحاجات دى"، ثم اقتطعتها "نجاح" قائلة: "الست عندنا لازم تشتغل، واحنا نفسنا فى مكان ثابت فى أسوان نعرض فيه شغلنا ونسوقه، لأن مجيتنا للقاهرة بتكلفنا كتير إيجار شقة ومواصلات، واحنا عاوزين ننشط السياحة عندنا ومصر تقف على رجلها".






































الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;