جمعهم الدم والفن.. 3 أشقاء يناقشون الفتنة الطائفية بمسرحية "سلموسيحانيه"

عشق لا ينتهى، وحرص على إبراز الموهبة دون النظر للعائد المادى، هذا هو ملخص حكاية فريق مسرحى كونه مجموعة من الشباب يحمل اسم "مارتى مريم" ويعنى عشاق تراب المسرح، مجموعة من الشباب جمعهم حب المسرح وإيمانهم بأهميته فى مناقشة أهم القضايا المجتمعية. "تونى، بولا ومارينا" ثلاث أخوة فى العقد الثانى من عمرهم تجمعوا فى هذا الفريق منذ عام 2010، ومروا بمراحل كثيرة حتى تمكنوا من العرض على مسرح كنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا مصر مسرحيتهم الأخيرة بعنوان "سلموسيحانيه"، والتى تناقش مشكلة الفتنة الطائفية فى مصر خلال السنوات الأخيرة. "كل المسارح بيوتنا" بهذا الشعار بدأ تونى ناجح حديثه لـ "انفراد"، عما مر به وإخوته خلال سنوات فى العروض المسرحية، فمن رحم الأنشطة التى يقدمها المسرح الكنسى كون الإخوة الثلاثة الفريق مع المخرج الشاب "جورج أنور"، والذى يقوم بتأليف وإخراج المسرحيات التى يقدمها الفريق. فلسنوات طويلة حمل الفريق على عاتقه إبراز مواهب مشتركيه على خشبة مسرح كثير من قصور الثقافة، وقدموا عروض كثيرة لمسرحيات منذ بدايتهم بعرض "مونودراما المايسترو"، وعلى مدار 8 سنوات قدم الفريق عروض كثيرة منها "جنينة الانسنانا، مملكة الدهب، الامبرياتشو وآخرهم المسرحية التى تعرض فى هذه الأيام والتى تحمل اسم "سلموسيحانيه". وعن العرض الحالى يقول تونى ناجح "هدفنا من العرض مناقشة مشكلة الفتنة الطائفية فى مصر، وتعديل بعض المفاهيم التى تخص العلاقة بين مسلمى ومسيحى مصر، فترة ما قبل ثورة يناير وما تغير بعدها". يضم الفريق من 30 لـ 40 شاب وفتاة، يمولون العرض المسرحى بالجهود الذاتية، من إيجارات لأماكن إقامة البروفات، وملابس، وأعمال ديكور، وعائد العرض ينفقونه على العرض التالى، فكل هدفهم التعبير عن موهبتهم وإثبات أن الفرق المستقلة للمسرح قادرة على تقديم عمل راقٍ وتناقش كبرى القضايا الاجتماعية. ويتكون العرض الحالى من جزئين، عرض الجزء الأول منه 7 مرات عام 2012، ثم تم إعادة عرضه عام 2013، ليعود بإضافة جزء ثانى له مكملًا للأحداث ويحمل اسم "عسكر وحرامية"، ليجتمعا فى المسرحية التى يقدمها الفريق حاليًا تحت اسم "سلموسيحانية" والتى يعبر اسمها عن مزج بين كلمتى مسلم ومسيحى، فدائمًا ما يحرص الشباب على تقديم لقطات إبداعية خلال العروض واختيار الاسم الذى يطلق على العرض. وعن أعضاء الفريق يقول تونى ناجح بطل العرض فى دور "ميصور" ، إن معظم أعضاء الفريق لديهم عملهم الخاص بعيدًا عن المسرح، ولكنهم يحرصون على تخصيص وقت خاص لعمل البروفات وتقديم العروض المسرحية، أما بالنسبة لتفاعل الجمهور مع العرض يقول تونى إنه بالرغم من أن وسيلة الترويج الوحيدة للفريق هى عبر الصفحة الخاصة على موقع فيس بوك، إلا أن التفاعل من الشباب كبير ويلاحظ وجود وجوه متكررة وحريصة على حضور العرض عند تكرار عرضه. وعما يحلم به تونى وأصدقائه فى الفترة القادمة يقول "أكتر حاجة بتسعدنا إننا فريق حر، وبنتمنى يكون فى رعاية بالفرق المسرحية المستقلة، وتقديم الدعم والتمويل لها"، فبحسب ما أضاف تونى أن إيجارات المسارح مرتفعة للغاية، بالإضافة للعائد الضعيف الذى يعود للفريق من العروض المسرحية، والتى تنفق على تنظيم العرض التالى. فريق شبابى يناقش قضايا مهمة، وعشق لخشبة المسرح جمعهم فى عرض مسرحى واحد، وجهود ذاتية، واكتفاء ذاتى منهم لإبراز موهبتهم التى عشقوها منذ نعومة أظافرهم.