أثارت عمليات زراعة الوجه التى بدأ يتردد صداها فى أوروبا وأمريكا حالة من الجدل والتساؤلات حول إمكانية تعميم تجربتها الفردية ليتم تبنيها من الأوساط العلمية المختلفة ومن ثم اعتمادها، خاصة بعد نجاح عملية زراعة الوجه التى شملت الجفون والأذن وفروة الرأس، وتمكن المريض أيضًا من أن يبتسم ويطرف بعينه بالوجه الجديد مما يثبت نسبة تحكم عالية، ولكن ما هى إمكانية إجراء عمليات زراعة الوجه فى مصر؟
فى هذا السياق، قال الدكتور طارق أحمد سعيد، أستاذ جراحة التجميل بكلية طب قصر العينى، إن عملية زراعة الوجه فى طور التجربة ولم تصل للنجاح الكامل فما زالت لا يمكنها التحكم فى كل تعبيرات الوجه بعد نقل الوجه الجديد، وذلك لأن به الكثير من العضلات وفى مصر لا يمكن إلا إجراء هذه العملية بشكل جزئى من خلال التعامل مع الحروق بجراحة تكميلية.
وأكد سعيد: "لا تحتاج العملية لتقنية عالية ولكن لقانون يمكن من خلاله الحصول على وجه متبرع ميت أكلينيكيًا من خلال وصية له بالتبرع للمريض، وكذلك أن يتم نقل الوجه خلال وجوده على أجهزة التنفس الصناعى وذلك غير متاح فى التشريع.
فيما أشار الدكتور عبد الرحمن عوضين، استشارى الليزر والتجميل، إلى أن الأزمة التى تقف أمام تطبيق عمليات بهذا النوع فى مصر هو قبولها اجتماعيًا كخطوة أولى ففى النهاية هى تجميلية بالنسبة للكثيرين وكذلك قانونيًا لا يمكن تطبيقها أيضًا، وذلك بخلاف المضاعفات الصحية الكثيرة لها مثل حالة رفض الجسم للوجه وكذلك صعوبة التعامل مع الأعصاب الخاصة بحركة الوجه، مضيفًا أن الأمر الوحيد الممكن هو توصيل الشرايين بالجراحات الميكروسكوبية.
فيما لفت الدكتور ياسر حلمى، أستاذ جراحة تجميل كلية طب ومستشفيات جامعة الأزهر، إلى أن المشكلة الحقيقية ليست فى التطبيق بقدر التبرع، فبالنسبة للتطبيق العملية تشمل على نقل شريحة من الجسم بشرايينها وأعصابها وغيره لجسم آخر ويمكن التعامل مع كل هذه التفاصيل، ولكن ما لا يمكن التعامل معه هو إيجاد متبرع لأنه لا يوجد ثقافة التبرع بالأعضاء كوصية عند الموت إكلينيكيا، وذلك بالإضافة إلى أنه لا يوجد أيضًا قانون لتنظيم نقل الأعضاء، وكل ما هو متاح لدينا هى الأعضاء التى تنقل من شخص حى ويظل كذلك مثل زراعة الكبد والكلى والقلب.