كشفت شركة أسترالية ناشئة منبثقة من جامعة نيوساوث ويلز، عن أنها عثرت على طريقة ستحدث ثورة في تقنية الاندماج النووي الحالية، ما يمهد الطريق لعصر جديد من توليد الطاقة دون التعرض لخطر انصهار قلب المفاعل النووي، فيما أوضح وارن ماكنزي مدير الشركة قائلاً: "نحاول تجنب كل العوائق العلمية التي أعاقت استخدام طاقة الاندماج لأكثر من قرن".
وبحسب موقعunsw الاسترالي، فتُسخر طاقة الاندماج الطاقة المنبعثة عند التحام النوى مع بعضها على عكس طاقة الانشطار التي تفصل النوى لتوليد الطاقة، وكانت طاقة الاندماج لعدة عقود هدفًا للعلماء، لكنهم لم ينجحوا في توليد طاقة اندماج أكبر من الطاقة اللازمة لبدء التفاعل، على الرغم من تحقيقهم لبعض الانجازات المهمة في هذا المجال.
وقد عثرت الشركة على طريقة ستحل محل الطريقة الحالية والتي تحتاج لدرجات حرارة عالية ومستويات ضغط مرتفعة، وتعد هذه الطريقة من الناحية النظرية بسيطة للغاية ورخيصة جدًا، إذ تعتمد على الهيدروجين ونظائر البورون بي 11 بدلًا من النظائر المشعة النادرة للغاية والمكلفة مثل التريتيوم، وتستخدم التقنية الجديدة مجموعة مصممة بصورة خاصة من أجهزة الليزر لضمان استمرار التفاعل.
ويستخدم العلماء أشعة الليزر مع نظائر البورون بي 11 لتحفيز عملية الاندماج ضمن جسم كروي معدني فارغ، حيث تعتمد التقنية الحالية على رفع درجة الحرارة وحركة الذرات عشوائيًا على أمل اصطدام الذرات مع بعضها وبدأ تفاعل الاندماج، إلا أن طريقتنا أكثر دقة بكثير، إذ لا تحتاج إلى مبادل حراري أو عنفة بخارية لتوليد الطاقة، وإنما يمكن أن تعتمد بشكل مباشر تقريبًا على شبكة الكهرباء العادية".
فيما تبدو هذه الطريقة جيدة جدًا، فهي لا تنتج أي نفايات نووية أو أبخرة سامة ولا يوجد خطر لحدوث انصهار نووي، لكن على الشركة إنجاز كثير من التطوير قبل البدء بتشغيل هذه التقنية، وأقر ماكنزي بعدم معرفته إن كانت الفكرة ستستخدم تجاريًا أم لا، وأنه لا يعلم تمامًا متى ستطبق تلك التقنية فعليًا.