اكتشف العلماء بعض الانفجارات السريعة من موجات الراديو التي تنشأ على بعد ملايين إلى مليارات السنين الضوئية من الأرض، والتى يمكن استخدامها كمجسات للتحقيق في هالات الغاز التي يصعب رؤيتها بالمجرات القريبة، ويُظهر بحث جديد أن هذه النبضات، التى يطلق عليها تدفقات الراديو السريعة (FRBs)، تعمل من خلال مرورها عبر الغاز الذي يغلف المجرات بين مصدرها والأرض.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، فإنه باستخدام هذه الموجات للتحقيق في هالات غاز المجرة، وجد باحثون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) ضعف كمية المواد التي كان يعتقد سابقًا أنها تحجب المجرات، وهذا له آثار على كيفية تطور هذه المجموعات من النجوم والكواكب على مدى فترات زمنية كبيرة.
نظر علماء الفلك إلى عينة من 474 FRBs بعيدة مع تجربة رسم خرائط كثافة الهيدروجين الكندية (CHIME) التي أكدت أن موجات FRBs التى تم اعتراضها بواسطة الهالات المجرية قد تباطأت بالفعل مقارنة بالآخرين الذين سافروا إلى الأرض دون عوائق، وبالتالي، يمكن استخدام هذا التأثير لفحص المادة التي يمر من خلالها FRB.
قال ليام كونور زميل أبحاث تولمان ما بعد الدكتوراة في علم الفلك في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في بيان، "تظهر دراستنا أن FRBs يمكن أن تكون بمثابة علامات لجميع المواد بين تلسكوباتنا الراديوية ومصدر موجات الراديو"، مضيفا "لقد استخدمنا التدفقات الراديوية السريعة لتسليط الضوء عبر هالات المجرات القريبة من مجرة درب التبانة وقياس مادتها المخفية."
كشف استخدام المزيد من FRBs البعيدة من خارج مجرتنا لفحص برك الغاز الهائلة التي تحيط بالمجرات الأخرى عن مفاجأة بالفعل.
وجد علماء الفلك أن هناك قدرًا أكبر من المادة في هالات الغاز مما كان يُعتقد سابقًا، أي حوالي ضعف ما تنبأت به النماذج النظرية.
كما أنه نظرًا لأن هذه الهالات الغازية هي بقايا نفس المادة التي تُستخدم لتشكيل النجوم والكواكب، فإن إجراء تحقيق أعمق لها يمكن أن يؤدي إلى فهم أفضل لكيفية تطور المجرات على مدى فترات من مليارات السنين.