محمد أبو هرجة يكتب: زائِــــــــــرُ الليــــــــــــل

رغم برودة الجو فى شهر يناير وخصوصا فى هذه المنطقة على أطراف المدينة حيث يلتزم الجميع المنزل فلا تجد أحد يمر من هنا أو هناك والظلام يحكم قبضته على الجميع فلا تجد ضوء سوى أسفل أعمدة الإنارة وفى هذا المكان توجد شرفة وحيدة احد البيوت وكما نسميها بلكونة وحيدة مضاءة هى بلكونة الأستاذ شريف يجلس وحيدا يدخن بشراهة يخرج كل غضبه فى التدخين بعد ان تم فصله من عمله وقد قاربت النقود التى معه على النفاذ ينظر للسماء يتأمل النجوم وتقلبات الشتاء وأصوات الرعد والبرق وصوت الرياح التى تستعد لمطر عنيف ولفت نظره من بعيد هذا الرجل والذى بسبب الضوء الخافت بدا وكأنه ظل رجل وليس رجلا يرتدى ملابس سوداء وكوفيه على رقبته وطاقية تغطى رأسه ويمشى متخبطا كأنه شَرِبَ حتى السُكر وبدأ يقترب ويتوقف ثم ينظر على البيوت وكأنه يبحث عن مكان معين ويريد أن يصل إليه. هنا بدأ القلق يتسرب إلى شريف فكثيرا ما تحدث حوادث السرقة فى هذا المكان خصوصا فى الليل وعلى أطراف المدينة فلو قُتل هنا شخص ما فلن ينقذه أحد. قال شريف ماذا يريد هذا المجنون يبدو أنه أحد الخارجين عن القانون ويبدو أنها ليلة ستكون مليئة بالأحداث. اقترب الرجل حتى وصل إلى منزل شريف هنا وقف شريف ليتتبع الرجل ونظر إلى أسفل حيث مكان بوابة المنزل المكون من أربع أدوار فقط ليجد الرجل قد وصل البوابة وارتطم بها أثناء دخوله ليُحدث صوتا عاليا وهنا انتفض شريف ودخل يجهز نفسه وأخرج مسدسه ذو الست طلقات وقال أثناء تحضيره المسدس: لقد قلت مرارا وتكرارا لابد أن تُغلق البوابة مساء بقفل حديدى وهذا ما حدث رجل يأتى إلينا يهددنا ويحاول قتلنا. وقف خلف الباب حاملا مسدسه سامعا خطوات الرجل على السلم تزداد تدريجيا باقترابه من باب شقته وكلما اقترب الصوت تأهب شريف أكثر وكأنه فى معركة حربية ودقات قلبه تتسارع بشدة وفكر أن يفتح الباب ويقوم بمهاجمته أولا ثم عاد قائلا لنفسه لينتظر أفضل ليعرف ماذا يريد الرجل وهنا سمع صوت جرس الباب لينتفض شريف ويتأهب للمواجهة شريف: من بالباب الرجل: افتح الباب وستعرف شريف: لن افتح حتى تقول من أنت الرجل: الوقت متأخر والدنيا برد ولما تفتح ستعرف شريف: لو فتحت الباب بالقوة انا معايا مسدس الرجل: مسدس كمان هى وصلت للمسدس عموما خلاص أنا همشى وينزل الرجل على السلالم وهنا يترقب شريف نزوله فسمع صوت قدمه على السلالم أيضا يقل ويقل فخرج إلى البلكونة ليراه يخرج من المنزل وويسير فى نفس الطريق الذى أتى منه وكل فترة يقف لينظر خلفه لشريف ويبتعد ورفع شريف المسدس مهددا الرجل مرة أخرى وهكذا حتى إختفى جلس شريف مرة اخرى يقول لنفسه هل تصرَّفتُ جيدا وهل كان من المفروض أن أفتح الباب أفضل ولكن لو كان يعرفنى جيدا كان عرفنى بنفسه انه رجل غريب وجاء فى توقيت مريب وما فعلته كان أفضل تصرف فى الصباح وعلى هاتفه يطلبه رقم غير مسجل يرد على شريف رجلا قائلا الرجل: ايه يا شريف أنا على زميلك فى الشغل وده رقمى انا حصلت على رقمك من صديق لان هاتفى وقع فى المياة وكل الأسماء تم مسحها وقمت بشراء رقم جديد شريف: أهلا على أخبارك على: أمس كنت فى زيارة لقريب لى على اطراف المدينة التى تسكن فيها وقررت زيارتك فى منزلك وصحيح كان الوقت متأخر وكان الجو مظلم ويبدو انى أخطأت فى المنزل لأنى أنا لم أقم بزيارتك سوى مرة واحدة منذ سنوات وأمس كانت مغامرة مرعبة كان هناك شخص يحمل المسدس وكاد يقتلنى فقررت الانصراف قبل أن يتهور ويقتلنى. ده شخص مجنون أكيد. ابتسم شريف ولم يخبره بالحقيقة حيث فضل عدم الإفصاح بالامر وقال له: مسدس ايه بس شكلك بس أخطأت فى العنوان ولا حاجة سأنتظرك فى زيارة أخرى وصف له المكان بدقة ووعده على بالزيارة فى أقرب وقت بعد عدة أيام وفى نفس التوقيت وبنفس الطريقة وكأنه فيلم سينيمائى يرى شريف رجلا يسير بنفس خطوات المرة الماضية ويلبس نفس الملابس وفى نفس التوقيت فابتسم وقال: أكيد ده صديقى على لأنها طريقته فى المشى وأكيد كان فى زيارة لقريبه لا داعى لاستخدام المسدس أو الخوف والقلق وعندما اقترب الرجل من المنزل دخل شريف ليفتح له الباب سامعا أصوات قدمه على السلالم مبتسما ومهللا له مستعدا لاستقباله. عندما وصل الرجل وواجهه شريف وجد أمامه رجلا غريبا بملامح قاسية ويحمل بيده مسدسا يشبه المسدس الذى يمتلكه شريف فتغيرت ملامح وجه شريف وإرتعد من الموقف وتسارعت دقات قلبه وملأ العرق وجهه رغم برودة الجو القارس ومحاولا التماسك قال للرجل ماذا تريد ؟؟؟؟؟ الرجل: لا تخف انا لا اقتل ولكنك عندما تعطينى كل ما خف وزنه وغلا ثمنه سأترك المكان فورا أما فى حالة المقاومة فرصاصة صغيرة ستستقر فى رأسك الجميل هذا وأطلق ضحكة شيطانية أحدثت صدى مرعب حيث فى الليل الأصوات يكن لها حجم أكبر من طبيعتها. شريف: لا داعى للمسدس ودخل يُحضِّر له ما تبقى من مال وهاتفه وقال له هذا ما املك الرجل وقد أخذ من شريف المال والهاتف ونظر لأعلى ولأسفل ثم نزل سريعا على السلالم فدخل شريف المنزل سريعا وأحضر مسدسه وكانت سيارة قديمة نوعا ما لا تحمل لوحات معدنية تنتظره بالاسفل وإستقل السيارة التى إنطلقت سريعا وشريف واقفا فى البلكونة يطلق الرصاص على السيارة التى كُسر زجاجها الخلفى وتلقت السيارة طلقات أخرى فى شنطة السيارة الخلفية احدثت فتحات كثيرة ولكن السيارة لم تتوقف وأسرعت حتى اختفت وشريف يطلق الشتائم منفعلا فيبدوا أنه نفس الكابوس ولكنه حقيقى هذه المرة.



الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;