يعد فيس بوك من أبرز المواقع التى يدمنها العالم على الإنترنت، وأغلب المستخدمين يعترفون أنه لا يجعلهم أفضل حالا ولكنهم فى ذات الوقت لا يمكنهم الابتعاد عنه، وحديثا أكد "لجلين سباركس" خبير التواصل وأستاذ فى جامعة "بوردو" على هذا الأمر، وقال لموقع "اندبندنت" البريطانى إن الطريقة التى تم تصميم فيس بوك بها تجعل الناس يعانون من صدمات عاطفية حادة، إذ يجبر الموقع الناس على الحديث بلامبالاة وعدم الاستماع لبعضهم البعض.
ويحدث هذا الأمر لأن مستخدمى فيس بوك يكونون صداقات افتراضية مع الكثير من الناس، فيتعرضون لمزيد من التجارب المؤلمة، فالموقع لا يساعد الناس فى التحدث بوضوح وبشكل مباشر مما يجعلهم غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم الحقيقية وآرائهم السياسة أو قضايا حساسة بشكل صحيح ومفهوم.
وأشار أن عند الاتصال وجها لوجه لا يبدأ الشخص بالهجوم مثل ما يحدث على فيس بوك بل يكون هناك نقاش ومحادثات يستمع كل طرف فيها للآخر، وهو ما يجعل فيس بوك منصة لا تعزز الحوار الدقيق، كما أنه ليس مكانا للاستماع بشكل مدروس لأشخاص آخرين.
فالتواصل النصى يعد وسيلة الضعفاء فى التعبير عن المشاعر، لأنه يفتقر إلى الحساسية والتعبير العاطفى، مما يحول النقاش إلى دوامة من الاتصالات اللاذعة.
وقال "سباركس" إن فيس بوك يشجع المستخدمين على أن يكونوا أصدقاء مع الكثير من الناس، وبعد ذلك ينتهى الأمر بشكل مأساوى بسبب اختلاف المعتقدات السياسية التى تسبب مشكلات كبرى بين البشر.
وما يثبت هذا الأمر هو أن العديد من المستخدمين قرروا عدم الانخراط أو التورط فى المناقشات السياسية على فيس بوك حتى لا يتعرضوا لمزيد من التجارب المؤلمة.