أسماء راغب نوار تكتب: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان!

لما طلبت إلى الساعى فى العمل ذات يوم أن يحضر لى مذكرة داخلية من إدارة أخرى رد على بحدة وقال: "حاضر!"، ولما أعدت عليه الطلب بعد ساعة رد على وقال: "حاضر!" أيضًا لكن بنبرة أكثر حدة أدهشت من كان شاهدًا على الموقف من الزملاء وأدهشتنى قبلهم، لكن ما كان منى سوى السكوت والتفكير فى دواعى رد فعله هذا على الرغم من قلة طلباتى منه لأننى أفضل قضاء أغلب حوائجى بنفسى كنوع من التريض أحيانًا، وكنوعٍ من التسريع لقضاء أمورى بدلًا من انتظار فراغه أحيانًا أخرى، ودارت فى عقلى هذه المناظرة: فقلت فى نفسى أليس بإمكانى لفت نظره بطريقة حادة أو حتى توبيخه أو أن أشكوه لمديره على الأقل؛ فرد على الطرف الآخر من المناظرة وقال فى عقلى: أليس من حقه التضجر من كثرة طلبات الموظفين، فمنهم من لا يكتفى بإعداده للمشروبات وتلبيته للطلبات الخارجية بل يطلب منه مناولته حتى الورق المطبوع من فوق الطابعة فى الوقت الذى لا تتجاوز المسافة بينه وبين الطابعة أمتارًا معدودة! فانتهيت بعد هذه المناظرة إلى أن أسامحه وألتمس له العذر، فنسيت ما حدث بكل معنى الكلمة، حتى فوجئت به يأتينى على استحياء ويقول لى نصًّا: "أرجو أن تتقبلى اعتذارى على اللى صدر منى"، فقلت له: "حصل خير، أكيد لا تقصد، فضغوط العمل تقلل احتمالنا". تأملت اعتذاره الذى لمست فيه الصدق وقلت فى نفسى: "فعلًا.. هل جزاء الإحسان إلاحسان؟!"، فقد أحسنتُ إليه بالعفو فأحسن إلى بالاعتذار.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;