أمجد المصرى يكتب: قوانا الناعمة ... هل تعود ..؟؟

على أسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء ... كلمات بسيطة وخالدة عبر بها الراحل صلاح جاهين بكل إقتدار عن عظمة مصر معبراً هو ورفاق جيله وأجيال سابقه من المبدعين عن ما نسميه اليوم بالقوى الناعمه .. فهل ما زال لدينا مثل هذه القوى ام ان ارض مصر قد اجدبت وتم تجريفها فلم يعد لدينا سوى هذا الفن المُبتذل الذى يحاصرنا كل صباح وتزداد حدته فى شهر رمضان الفضيل باعمال دراميه تُطبق تماماً المثل القائل "إن لم تستحى فأفعل ما شئت" ..!! فى طريقى الى دار الأوبرا المصريه بالاسكندريه لحضور صالونها الثقافى المميز الذى خُصص هذا الأسبوع لمناقشة ازمة الفن والغناء فى مصر بحضور الفنان الكبير على الحجار كنت استعيد ذكريات الطفوله والشباب فى نهايات القرن الماضى حين كانت الأسره المصريه تلتف حول شاشة التليفزيون المصرى خاصة فى ليالي رمضان لمشاهدة روائع الدراما المصريه التى مازالت عالقه حتى اليوم فى اذهان كل من عاش تلك الفتره واقارن بينها وبين ما نشاهده من مسلسلات واعمال دراميه فى السنوات القريبه والتى ربما لا نتذكر اسم عمل واحد منها بمجرد انتهاء الشهر وكيف كانت عبقرية هؤلاء المبدعين امثال اسامه انور عكاشه ومحفوظ عبد الرحمن واسماعيل عبد الحافظ ويحيى العلمى والأبنودى وصلاح جاهين والفخرانى والسعدنى ومحمود عبد العزيز وعلى الحجار ومحمد الحلو وغيرهم من الكتاب والمبدعين فى كل فروع التمثيل والاخراج والغناء بأن يقدموا ملاحم فنيه قد تستمر لعدة سنوات بأجزاء متتابعه دون ان يمل منها المشاهد المصرى وكيف كان صوت على الحجار على الاخص هو البوابه الاول لنجاح هذه الأعمال فلن ننسى ابداً اغانيه في مسلسلات مثل بوابة الحلوانى والمال والبنون وذئاب الجبل ورحلة السيد ابو العلا البشرى وغيرها من الاعمال التى تميزت بقدر عالٍ جداً من الأبداع الفنى والأدبى والتعبير بصدق عن واقع المجتمع المصرى لدرجة ان كانت شوارع القاهره ومدن مصر تبدو خاليه تماماً من الماره اثناء اذاعة تلك الاعمال الدراميه الرائعه .. كما لا ينسى ابناء هذه الأجيال اعمال وطنيه غرست ورسخت مفاهيم الأنتماء وحب الوطن والفداء والتضحيه فى صدور الأطفال قبل الكبار مثل رأفت الجهان ومثيلاتها من قصص وبطولات رجال المخابرات المصريه التى كانت ولا زالت محل أحترام وفخر ومتابعة كل ابناء مصر . اين ذهب كل هؤلاء واين استقرت بنا سفينة الفن المصرى وهل هى افرازات الفتره التى نعيشها ام ان الذوق العام قد تغير بألفعل واصبح يميل نحو الرداءه والفن المعلب سريع التحضير .. اسئله حائره كنت اُرددها في طريقي الي الأوبرا الى ان رأيت تفاعل الجمهور الكبير فى الصالون الثقافى وخاصة الشباب الصغير مع مطرب من جيل العظماء بقيمة على الحجار وكيف رحبوا به وغنوا معه اغنيات ربما غناها قبل ان يولدوا بسنوات ولكن الرساله كانت واضحه فالأذن المصريه بخير ومحاولة شيطنة الفن والإيحاء بأن الجمهور يطلب هذا الأبتذال هى اقوال كاذبه فالأصل فى الفن هو الارتقاء بالنفس والسمو بها وليس الهبوط الى مستوى اغانى المهرجانات ومسلسلات العرى وافلام الرعب والمخدرات والتجسيد السىء للمجتمع المصرى بما يتنافى مع حقيقته واصالته وتقاليده التى ما زالت موجوده حتى وان إجتهد اهل الفن الرخيص وتجار المرحله فى طمس معالمها وتزييف وعى الشباب الصغير وإيهامه بأن هذه هى مصر .. عفواً يا ساده فمصر منكم ومن اعمالكم وفنكم المُبتذل براء ...!! تحيه للمبدعين فى كل ربوع الوطن وشكراً لمن ما زالوا على درب الأصاله مناضلون ولتدعم الدوله بكل قوتها واجهزتها هؤلاء الفنانون وتلك المنابر التى ينشرون من خلالها فنهم الراقي وفكرهم المستنير لتعود قوتنا الناعمه الى تأثيرها السابق داخلياً وخارجياً ولنُطارد هذا الفن الهابط الذى اغرقونا فيه لسنوات بمقاطعته وعدم الترويج له لنُسقطه بهذا الفن الأصيل الراقي .. شكراً اوبرا اسكندريه وصالونها الثقافى المميز الذى يثبت كل يوم ان الأمانى ما زالت ممكنه وان مِصر ما زالت بهيه وجميله ومبدعه .. كل رمضان وشعب مصر العريق بخير وازدهار واصاله .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;