سيف الإسلام يكتب: ما الذى أوجعَكُم بهذا القدر؟

وإذا رأيتُم الذينَ يَبتسمُون كثيراً اقتربوا منهُم وقولوا لهُم باللهِ عليكُم مَا الذى أوجعَكُم بهذا القدر؟!! باللهِ عَليكُم مَنْ الذى أفزعَكُم وخاضَ عَالمَكُم الجميل وروَعكُم من هز الدموع فى أعيونكُم وأدمعكُم ؟!! لماذا تَبدُون هادئينَ وداخلكُم يَفيضُ بالتعب وأنتُم أكثر الناس حاجة الى يقينْ.. إلى طمأنة واحدة تُهشم كُل هذا التيه المُتراكم فى زوايا أروحكُم لأنكم فى النهاية بشر من طينْ. مَا الذى جعلَ ملامحكُم كبيرة عن سِنكُم مع أنكُم صغار فى العُمر ؟!! مَا الذى جعَلكُم تَضحكُون وتَضحكُون وكَأنَ الوجع يَتحدَاكُم ويقولُ لكُم البقاء للأقوى، وإذا مَررتُم على كُل باهت تُضيئونه حتى بهتُم أنتُم ولم يُضيئكم أحدا ؟!! أحقا أخفَتِكُم الأيام وأتعبَتكُم الأعوام وأصبَحتُم تَشعرون بالوحدة أكثر من شُعوركَم بالحياة وكَبرتُم وعَلمتُم أن الدواء لم يَكُن عصير واكتَشفُتم أن هُناكَ أمورٌ تُخيف أكثر من ظلام الليل والناس نيَام. أحقاً كَبرتُم وعَلمتُم أن مُعظم مشَاكلكُم لا تحلهَا حلوىَ أو فُستانْ أو عروسة أو علبة ألوانْ، واكتَشفُتم أن أغلب الذينَ يَنعزلونَ عن الحُب أكثر الناس حُباً وشغفاً وصدقاً وتقدير. لمَاذا تَقضُون جُل أوقاتَكُم فى عُزلة ولم تَطلبُوا يَداً تَمسح دمُوعَكَم الحارة, ولم تَتمنوا أن يَستيقظ أحداً من نومه مُبكراً ليُعانقكُم عناق حبيب لحبيب لتَهدأ جراح العُمر ولا تلجأون إلى طلب طبيب ؟! لمَاذا لا تَبحثونَ عن مُسكنْ للألم ولا عن أصدقاء للشكوى، وتتألمون وتتَألمون فى صمتٍ وتعرفونَ مكان الألم وتتعلمون كيف تهزمونه؟! لماذا تعيشُونَ أسوأ الحالات بِمُفردِكُم أليسَ هذا قاسٍ عليكُم وأنتُم مَازلتُم صغار؟ لمَاذا الطيبونَ دومَاً لا يؤذون أحداً ولكن فى ظل الحفاظ على ذَلكَ يؤذون أنفسِهم ؟! والجواب لأنهُم فى الحقيقة رقيقُون للغاية، حدّ أن تُعكٍر صَفوهُم كلمة وتزرع فيهِم كَلمة أُخرى بُستاناً من الوّرد.. إذاً لا تَقلقونَ عليِهم فلاَ زالوا بخير وأكثر عظمة وقوة من ذِى قبل, ولُطفهُم يَصلُ الى السَماء وابتسَامتهم تُنير الأرض .