كلّما أنجز الفتى أمراً فوق استطاعته , أسرع من فوره يزف البشرى لأهله , فيجد آذاناً صمّاء , عقولاً شاردة لاهية , يسمع عبارة واحدة لم تتغير حتى شبّ عن الطوق : يعني انت نطيت المربع " ؟
كم دهمته تلك العبارة , أقلقت راحته , فعلمه بالرياضيات محدود , كما لم يكن بينه و بين الهندسة ودّاً , لكن أدرك بفطرته أن " المربع " شكلاً هندسياً تتساوى أضلاعه الأربعة , لكن ظلت معضلة تؤرقه, تحرّج من سؤال البالغين : كيف يمكن القفز عبر " المربع " و ما أبعاده على فرض وجوده؟
هواجس ساورته ليال كثيرة , حتى نحل جسده و اصفرّ لونه , خشيت عليه أمه سوء المنقلب , فسألته عن علّته , فأخبرها بما يعتمل بنفسه .!
ضحكت حتى بدت نواجذها , وصمته بالعبط , زادت مؤكدة أن الرسالة قد هبطت عليه مبكراّ , همس الفتى لنفسه , الرسالة ؟!: لا يزال القوم يمعنون في عباراتهم الغامضة , ألا ساء ما ينطقون .