سألت نفسى يومًا أيهما أشد على النفس غربة الروح أم غربة الجسد؟
فتركت كعادتى العنان لأفكارى تجول فى أعماق نفسى لتجيبنى فوجدت أننا قد نلتقى بأشخاص نجلس معهم ونحاورهم، بل ولربما نعيش معهم ولكننا لا نشعر معهم إلا بالتواصل الجسدى فقط وكأننا آلات تتعامل معهم مفرّغين تمامًا من كل شعور بالأنس والراحة فلا وجود لأماننا النفسى بينهم إنها غربة شديدة ألا وهى غربة الروح.
فأرواحنا لا تأنس بهم وعقولنا لا تتوافق معهم، ولكن ها هى الأقدار جمعت بيننا وبينهم.
فى حين أن هناك من لا نراهم بأعيننا ولكن تأنس بهم أرواحنا، يقدرون على رسم ابتسامة على وجوهنا الحزينة لمجرد تذكرنا لهم أو لكلماتهم، ودون أن نشعر نجد أرواحنا ترحل إليهم لقد تواصلت الأرواح دون تواصل الأجساد، توافقت العقول والأفكار دون أن يتلاقى أصحابها هؤلاء لا نفتقدهم لمجرد أننا لا نراهم لقد سكنت إليهم النفوس ونفضوا عن أرواحنا غربتها لا نفكر متى نلتقى بهم لأننا بالفعل التقينا بهم فى عالم من أروع ما يكون وهو عالم الأرواح.