مجدى الزغبى يكتب: الجيتار.. والبيروقراطية

فى السبعينيات من القرن الماضى ظهر لنا عازف جيتار مصرى تلاعبت أنامله بأوتاره وطارت بعقولنا وقلوبنا ومشاعرنا عنان السماء لم يكن فتى أحلام الفتيات فقط بل جعلنا جميعاً نندم أشد الندم على أننا كنا رياضيين ولم نعشق الموسيقى ومن فرط عشق المصريين به حتى أنه أصبح منافساً لكبار المطربين فى سابقة هى الأولى من نوعها بعد أنور منسى وهذا فى حدود معلوماتى الفنية الضعيفة ولكن من فرط شهرته ووسامته كان إنتاج فيلم خاص به وبجيتاره ومن كثرة الاهتمام بالجيتار فى هذه الفترة كانت تسمية الفيلم (جيتار الحب).

وللأسف وكعادتنا كان الفيلم لبنانياً إنتاجاً وتصويراً وكل ما سردته ليس تخليداً لذكرى الراحل عمر خورشيد ولكن تخليداً لكارثة مصرية اعتدناها حتى اصبحت سمه من سمات الشخصيه المصريه المتخبطة والمترددة والتى تعمل فى بيروقراطية دون النظر للمصلحة العامة.

ففى يوم سعيد وأنا اتصفح الصحف المصريه كعادتى كان هذا العنوان الرائع المتميز الفنان (براين أدامز) عازف الجيتار الشهير سيصل القاهره وللتوضيح فقط انا جاهل جداً فى هذه الآلات الموسيقيه ولست سوى مستمع فقط وكمان مستمع جاهل ولا اعرف الفرق بين البيز جيتار والجيتار نفسه سوى انهم كلمتان وخلاص ولكن جاء اهتمامى بهذا الفنان بهذا النازع الوطنى الذى زرعته داخلى العسكريه المصريه والآهم هو دافع مصريتى فقط وإيمانى بأن بلدى تحتاج لمثل هؤلاء لتنشيط السياحة وبدأت فى تتبع اخباره وكان أول ماصدمنى هو أنه ليس له أخبار أصلاً ولا صدى لوجوده ولا وجود لما نسميه بهيئة تنشيط السياحة ولا إعلانات فى التليفزيونات ولا أخبار فى برامج التوك شو وحتى وأنا أستمع لقنوات ال f. m فى الراديو فى سيارتى والكارثه أنه لا وجود للفنانين المصريين إللى كانوا فى شرم الشيخ ولا وجود لدينا لفنانين عالميين ليقابلوه ويروجوا لمصر فى الخارج ولم اشاهد صوره فى شرم الشيخ على شاطئ البحر الآحمر وهو يداعب اوتار جيتاره ولم اشاهده وهو يمارس هواية الغطس ويخرج من البحر وسط الشُعب المرجانيه ليجد جيتاره على الشاطئ ولم أرى بوستر على صفحات النيوز ويك أو الواشنطن بوست بعنوان ( prin adamz in egypt ) وهكذا نؤكد نظرية مصر وأمنها وأصالة شعبها وعشقه للموسيقى والفن وليس للإرهاب ولكن للآسف حدث الفاجعة ولكن لماذا اسميها فأجعه فهى اصبحت طبيعتنا فقد وقع فى يد موظف جمارك يعتقد نفسه بالبلدى (عُقر) الواد البرم المفتح ولأنه واد حريص على اموال الدوله فتوهم أن هذا الفنان جاء ليبيع جيتاره الذى يرجع تاريخ تصنيعه إلى عام 1957 فى شارع محمد على وكان تفكيره الخطير بأن الفنان العالمى سمع عن حسب الله السادس عشر والراقصة سنيه العمشه ليبيع لهم جيتاره الأثرى فكانت الفكره العبقريه وهى ختم الجيتار بختم الباشا ( شوية بويات بنسميها لاكيه ) وتوقيع سيادته عليه وفى قرارة نفسه يقول للفنان العالمى وحياة امك حاعلم عليك وهذا اصبح الجيتار متعلم عليه فى العالم كله وسنكون اضحوكة العالم كله وهكذا إنتصرت البيروقراطيه فى مصر وإنتصر الحاقدون فى مصر فهذا الموظف ومديره لم يعرفوا كام دولة دخلها هذا الفنان بجيتاره كام حفله قدمها كام مستمع ومعجب له وقيمة الفنان نفسه وقيمة مصر ليست فى اثارها فقط بل فى تصرفات مسئوليها ده لو إفترضنا أنهم يعلمون أنهم مسئولين لقد قدم هذا الموظف ضرراً بمصر لايقل عن الضرر الذى قدمه الإخوان لاأعرف كم خسرنا ولكنى اؤكد اننا خسرنا لاأعرف شعور هذا النجم ولكنى اشعر أن لى ذكرى فى شىء دمره لى شخص فماذا سيكون شعورى مات عمر الشريف الفنان العالمى فلم نستغل وفاة نجم عالمى وذهب التافهون لالتقاط الصور مع النجوم لم نرسل لنجم عالمى لم يحضر صديق عالمى واكتفينا بكلمات التافهون هل هو يهودى هل هو بخيل وتحدث التافهون وخسرنا الكثير وهناك بعض الأسئلة تراودنى هل كان مع هذا النجم مندوب من وزارة السياحة هل استقبله مندوب من نقابة الموسيقيين هل حضر للقائه فى المطار نقيب الموسيقيين وإلا اكتفى بتمثيلية استقالته هل كان دور الهيئة العامه للاستعلامات مؤثراً أو له وجود اصلاً ماهو الدور الإعلامى فى إظهار الحدث على المستوى الأمنى والفنى والإعلانى وأخيراً وهى قمة الكارثة هل عوقب هذا الموظف هل عرف أنه أضر بمصر أم تقاضى مكافأته كالعادة وحوافزه كما هى أرجوكم أتوسل إليكم كفاية إهانة لمصر فهى لا تستحق منكم كل هذا.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;