المتابع للشأن الأدبى العام – والروائى – تحديداً سوف يلاحظ وبسهولةٍ شديدة هذا الزخم الشديد فى حركة إصدار الروايات فى الفترة الأخيرة، والسؤال الذى يطرح نفسه..لماذا كثر إصدار الروايات مؤخراً وما هو سر الإقدام على كتابة الرواية؟.
يرجع هذا الأمر فى تقديرى إلى عدة أسباب نستطيع أن نوجزها فيما يلى:
- الرواية الأدبية لا تحتاج فى كتابتها إلى الاستعانة بمراجع ربما يحتاج الكاتب إلى توثيق معلومة أو إحصائية معينة يرد ذكرها فى متن روايته، ولكن بصفةٍ عامة فإن الكاتب يكتب الرواية أساساً بإملاءٍ من أفكارهِ مباشرةً دون الحاجة الى الاستعانة بأى مرجعٍ، بالإضافة الى أن الكاتب يمارس أثناء الكتابة شكلاً من أشكال التفريغ النفسى، فالغالب الأعم أن الكاتب يطرح وجهات نظره فضلاً عن ذكرياته الشخصية بين ثنايا الأحداث أو على لسان شخوص روايته، وهذا أمر محبب لأى كاتب – ولأى إنسانٍ أيضاً – فالرواية تتيح للكاتب ممارسة ذاته – أن جاز التعبير – بشكل كبير وبحريةٍ تامة.
وهناك سببٌ آخر أدى إلى استفحال أمر إصدار الروايات ألا وهو سهولة الكتابة على الكمبيوتر .، وتفصيل الأمر أنه فيما مضى كان الكاتب يكتب على الورق – وهو أمرٌ لو تعلمون جليل – وبطبيعة الحال فإنه من المعروف أنه لا توجد كتابة من أول مرة بل لابد من إعادة الصياغة والمراجعة و إضافة و حذف وخلافه وهذا يعنى أن الكاتب قد يضطر أحياناً الى إعادة كتابة الرواية من بدايتها أكثر من مرةٍ وهو أمرٌ شاقٌ جداً لم يكن يستطيعهُ إلا القلة القليلة من الكتاب لذا كانت حركة إصدار الروايات أبطأ كثيراً لأن كتابة الرواية نفسها يحتاج الى زمن ليس بالقليل وفيها من الجهد والمشقة الكثير نتيجة آلية الكتابة على الورق كما ذكرنا آنفاً؛ ولكن الآن ومع انتشار الكتابة على أجهزة الحواسب الآلية فإن الأمر صار أكثر يُسراً وعملية التصحيح والمراجعة والإضافة والإلغاء صارت أمراً هيناً ولا يحتاج الى جهدٍ .
ولهذه الأسباب انتشرت الروايات مؤخراً.، والسؤال هل سوف يستمر الحال أم أن حركة الإصدار سوف تشهد تغيراً بسبب ذلك الزخم الشديد الذى يعترى السوق ...، هو بالفعل صار سوقاً.