محمد محمد عيسى يكتب: الأزمة اليمنية بين الهوية والفكر

لم تتماش الظروف البيئية والسياسية والاجتماعية فى ظل الأنظمة السابقة منذ قيام الثورة اليمنية فى 26 سبتمبر أو 14 أكتوبر، والتى جاءت مباركة من الدول العربية القومية كمصر العربية، وتأتى الظروف سامحة وسانحة للقضاء على الجهل ومؤسساته وبناء دولة الدستور والقانون والمؤسسات، فتوالت الحكومات والسلطات فى الشمال والجنوب لتصحيح الخلل السياسى دون النظر فى عمق المؤسسات وبناء الثقافة الدستورية لدى المجتمع، فكلما تقدمت الدولة شيئا فشيئا جاءت الأدوار للقبيلة لتطعن فى ظهر الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا وضع المجتمع اليمنى يتبع الشخصية والنفوذ دون التحول إلى تبعية الدولة والمؤسسات. الصراع اليوم لا يحمل الهوية الوطنية بما يعطى الكفاية والضرورة لصناعة نصر أو إنهاء الحرب بأى وسيلة، وفى نفس الوقت فإن الجيش الذى كان قد أسسه نظام صالح تبعثر بين كل الفئات فانهار تماما ولم يعد يذكر حتى فى كشوفات المرتبات، ففئة انضمت مع الشرعية فى مأرب وأخرى ما زالت محايدة يأكلها الجوع والجرب والأخرى فى البيوت والأخيرة أرغمت على القتال مع الحوثيين بحثا عن لقمة العيش. وبالحديث عن الأحزاب والتنظيمات السياسية وعن المكونين الرئيسيين للسياسية فى اليمن فقد تعددت الأسباب والمصير واحد، وتعدد الدعم وانقسم الجميع فلا حزب المؤتمر استطاع أن ينهض بنفسه ويحافظ على المقدرات الاجتماعية والسياسية والتوجه السياسى فقد انقسم بين مؤيد لأنصار الله ومؤيد للتحالف العربى، وبعد رحيل الرئيس الأسبق على عبد الله صالح أثناء رفضه تصرفات أنصار الله بأى حال من الأحوال فإن المؤتمر زاد من انقسام الداخل والخارج فأصبح المؤتمر بين مؤيد لأنصار الله معارض للشرعية والتحالف العربى وبين معارض لأنصار الله ومعارض للشرعية التحالف العربى. والأخير مع الشرعية والتحالف العربى وهنا بدأت الكارثة وتحلل الحزب أما اللقاء المشترك فقد بدأت بوادر أزمة الهوية أثناء خروج قطر من تحالف العرب وقربها من إيران، مع أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض كل من يتعاملون مع إيران إلا فى حالة واحدة فقط إذا كان الأمر متعلقاً بتغذية الصراع فى المنطقة، سواء فى سوريا أو اليمن بالذات، وبدأ الإخوان يمدون أصابع للتحالف مع أنصار الله عن طريق قطر التى أصبحت وسيطا غير مرئى لإيران فى المنطقة بنفس مجال ما يقوم به فصيل من المؤتمر مع عمان الحليف المرئى لإيران، ولكن ما أعزو إليه قولا أن أزمة الهوية اليمنية من تلعب الدور الرئيسى فى الصراع، فقضية المتصارعين فى بناء اليمن واستعادة الجمهورية سواء أنصار الحوثيين أو القوات الموالية للشرعية فى الجنوب أو مأرب أو الساحل الغربى، فبدلا من أن تخضع هذه القوات لقيادة مشتركة أصبحت تتضاربها أزمة الهوية والفكر بين دعم الإمارات والسعودية وقطر، فكل الصراع فى اليمن من أجل بقاء الصراع لا من أجل إنهاء معاناة الشعب وبناء الدولة.



الاكثر مشاهده

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

جامعة القاهرة تنظم محاضرة تذكارية للشيخ العيسى حول "مستجدات الفكر بين الشرق والغرب"

;