د. ماريان جرجس تكتب: فاتورة إعادة الإعمار

تتصدر الصحف والجرائد والمواقع الالكترونية يوميًا، أرقام كثيرة بمليارات الدولارات ، فهى ليست أرقامًا مالية لاختراع جديد يفيد البشرية أو حتى مشروع قومى ولكنها أثمان مخلفات الحروب والنزاعات التى أفضت الى ذلك الخراب والدمار. ولكن السؤال هو:- من يدفع فاتورة إعادة الإعمار لكى تستعيد الدولة كيانها مرة وأخرى ؟ فهل يدفعها من تغافلوا عن حماية دولتهم، أو أسقطوا المناعة الطبيعية لدولتهم والسماح لعناصر مخربة لتدميرها بانشغالهم فى النزاعات الداخلية والذى ساقهم الى "الانتحار القومى" الذى طالما حذر منه الرئيس فى كلماته عن خطورة ذلك ، فنحن نتكلم كل يوم فى أحوال البلدان العربية ولا ندرك أن الكلمات كالرصاص الذى قد يهدم كيان بأكمله .

أم يدفع تلك الفاتورة الغرب؟ ومقابل ذلك يشترط انتقال سياسى معين كما هو الحديث على سوريا الشقيق؟ وعلى الرغم من المُضى قدمًا فى تحديد أرقام جزافية وخيالية فى اعادة عمار سوريا والعراق واليمين ولكن تظل العراقيل الحقيقية فى اعادة اعمار بقعة أرض خربة وخالية خارج بقعة الضوء . ويختلف هنا السيناريو المصرى العظيم الذى أعاد اعمار الدولة المصرية بعد رحيل أهل الشر فى 2013م فى وقت قصير عن السيناريوهات الأخرى.

فاعادة اعمار اى دولة تعنى دفع كل الفواتير السابقة للعهود البائدة بأخطائها، حيث يكون فى توقعات الشعب أن بأولى خطوات اعادة الاعمار والاصلاح ستحل العصا السحرية كل مشاكل الدولة من مائة عام مضى دون انتظار وتحمل! ، لذا تكون توقعات الشعب هى أولى العراقيل أمام اعادة الاعمار، وتشمل أيضًا منظومة الاصلاح تلك ، استرجاع الهوية للفرد فى تلك الدولة ، واعادة اعمار الشخصية ذاتها ؛ الجانب النفسى والسيكولوجى منها خصوصًا الأجيال الصغيرة والشابة . أيضًا مقاومة العالم الغربى لاعادة اعمار دولة ظنًا منه أنه يفقد فرصته فى أن يضع يده على مواردها ودحر مطامعه بثرواتها ، ظهور بؤر جديدة من الارهاب وتحديات جديدة لم تكن فى المشهد أو الحسبان منذ البداية . أما عن الدولة المصرية فعندما قررت أن تعيد بناء ما تم خريبه فكانت على دراية كاملة بالتحديات الحقيقية التى تواجه اعادة الاعمار فكانت فى خٌطتها هو بناء الانسان المصرى واعادة الهوية المصرية وثبيتها مع المعالجة النفسية والمعنوية وكأن مخرجًا محترفًا يعالج عمله الفنى معالجة درامية حتى يخرجه فى أبهى صوره جنبًا الى جنب مع اعلان الحرب على العناصر المخربة فى سيناء و الحرب على الأصول الفكرية المخربة ووضع خطة سريعة للتنمية فى سيناء مخاطبة المجتمع الدولى من منبر قوى بضرورة ادانة الارهاب فى كل صورة وأشكاله. ففى الوقت التى تحتاج طرابلس وبني غازى الى مائة وعشرين مليار دولار و تحتاج اليمن الى مائة مليار دولار وسوريا الى تريليون دولار ليستعيدوا هياكل دولهم فقط ، تحتاج مصر الى سواعد أبنائها وعقولهم و تضامنهم بعد أن عبرت بهم الأوقات الحرجة وأكثرها صعوبة دون أن تشحذ دولارًا واحدًا من العالم الغربى بل نهضت لتكتب قصة اعادة اعمارها فى التاريخ بقلمها الثمين .



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;