عبير يسرى تكتب: الغربة

بلدى غايبة ملامحها وغاب ناسها وحتى هواها لم يدخل من الشباك وصوت صاحبى ينادينى يلا كل الشلة واقفة هناك وأمى تقول يابنى متستعجلش تاكل لُقمة وكل الناس هتستناك وقول يا أمى ساعة زمن وتعدى ساعات يا غايب الحِجة معاك فى وقت العصر واحد شاى مِن إيد أختى و تسألنى بمكر مين شغلاك ما هى عارفة حكاياتى و عارفة إنى مستني أشوفها تبص م الشباك أبويا الراجل الطيب سامع خطوته طالع يقسم حِمله وابن الجار يشيل عنه يقوله يا عمى أنا وياك يا بلدى أنا خارج حدود أرضك و الغُربة علمتنى كتير أمشى فى شوارع زين و مبانى فخمة على الصفين لكنى أشتاق لحى شعبى فيه اتربيت وكنت صغير يعاندنى النوم مع حالى أكون سهران لكن سهرى مع ناسك شيء تانى وفرق كبير أغازل القمر فى ليلك وأنا شايف قمر غيرك لكن نوره ما له تأثير وحشنى حُضن أولادى وأنا راجع و تنطيطهم على أكتافى فرحة تخلى قلبى يطير وأقولك إيه أنا تاني وحشتك و أنتى وحشاني أفرش سجادة على أرضك فى يوم العيد ويملا الكون صوت تكبير أنا راجع الغُربة سارقة منى أيامى أنا راجع أنا راجع لكنى كبير