هذا الفتى المغربى ابن الثانية والعشرين من العمر الذى كرس حياته ووهب شبابه للحل والترحال فطاف معظم دول المشرق بلدانه ومدنه وقراه، فخرج من قريته طنجة بدأ ببلاد المغرب المحيطة به استغرقت رحلاته خارج وطنه ما يقرب من 30 عاما.
هو محمد بن عبد الله بن محمد الملقب بابن بطوطة كان مولده بطنجة سنة 703 هجرية 1304 ميلادية عنى بتربيته والده الذى كان عالما من علماء الدين فحفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الشرعية والأدب والشعر.
ظل ابن بطوطة يتنقل من قافلة إلى أخرى ومن سفينة إلى أخرى ومن بلد إلى بلد قطع خلالها حسب المصادر مائة وأربعين ألف كيلو متر معظمها خلال ركوبه البحر، وتعرض لكثير من المخاطر التى كادت أن تؤدى بحياته!، قراصنة بحار، وقطاع طرق فى الصحراء، وأمراض، وقد نجا من كل ذلك بعناية الله طيلة الثلاثين عاما التى قضاها فى حله وترحاله، فطاف بلاد المغرب ومصر والهند والصين مرورا بالشام والعراق وفارس واليمن وبعض دول إفريقيا.
وعاد إلى وطنه بالمغرب و بدأ فى املاء مشاهداته وأخبار رحلاته التى مازالت مرجعا مهما لكل من يريد أن يبحث ويطلع إلى تاريخ تلك البلاد خلال تلك الحقبة من الزمان لقى ابن بطوطة ربه عام 779 هجرية 1378 ميلادية، بعد أن ترك لنا كتابه الخالدتحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.
ولتكن قصة كفاح الرحالة العظيم محمد بن بطوطة درس يستوعبه الشباب ليحذوا حذوه وقد أتيحت لنا فى زماننا هذا من الإمكانياتما لم تتح لابن بطوطة .