لم يخطر على بال القديس فالنتين عندما أصر على تزويج الجنود خوفا من بطش الإمبراطور الرومانى، أن الحب الذى ضحى بحياته من أجله سيصبح فى يوم من الأيام مجرد كلمة وهدية فقط، أصبحنا نرى الحب من خلال الأغانى الرومانسية والورود الحمراء والهدايا الثمينة، شىء سطحى مقتصر على الإعجاب ولهفة أول أيام الحب وغفلنا عن حقيقته التى لا تقدر بثمن.
رحلة العمر، هكذا أراه منذ لحظات اللقاء الأولى مرورا بأفراح وأحزان الدنيا حتى النهاية على باب الجنة بإذن الله، نعم، فالحب عطاء وتفاهم وتحمل من دون مصالح أو أغراض شخصية، هو التفسير الوحيد لمن يبقى مع حبيبه مهما أصابهم من ابتلاءات الدنيا من فقر وصراعات ومرض أو حتى الموت.
للأسف يتشوق كل منا مع اختلاف الأعمار ليعيش إحساس الحب والشوق وانتظار متعة اللقاء شىء أبعد من الخيال يجعله يحلق فوق السحاب بعيدا عن كل البشر، لكن يذهب كل ذلك مع الرياح عند أول عاصفة فيصطدم الخيال بالواقع ويتساقط مثل أوراق الأشجار فى الخريف.
الحب مسئولية وطموح بين شخصين يزهر عنه بيتا وأسرة واستقرار نفسى وعملى ومصدر للسعادة والأمل لكل من حولهم، لا تيأس من محاولات البحث عنه فالفشل بداية النجاح، سر استمرار الحب هو التفاهم والالتزام بالبقاء فى رحلة عمر لا يكتب لها نهاية.