أحمد النجار يكتب: الاستعباد الزوجى‎

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وكرمه وأعلى مقامه وجعله أرقى مخلوقاته، وسن الزواج سنة عامة للإنسان على أسس وضوابط وثمار طيبة تجنى منه، وأبرزها المودة والرحمة التى ينبغى أن يحافظ عليها الزوجان ليعيشا حياة طيبة هنيئة فى زواج ناجح مثمر. فما بالنا الآن نجد أن ما يحدث فى الغالب الأعم من الزيجات ما هو إلا مجرد استعباد محض، ونجد زواجاً قد بنى على حب السيطرة وإشباع الرغبات دون أى معنى للإنسانية وأى لون من ألوان المودة والرحمة التى أمرنا الله بها، وما بالنا نسمع أخباراً وأحداثاً تبكى لها القلوب قبل العيون من ظلم وقسوة تجاه المرأة من زوجها وأهله، فقط لأنها لم تكن لهم جارية ويصل الأمر عند البعض منهن أنها تقدم على الانتحار للتخلص مما هى فيه من ظلم وقهر وعذاب. كيف صارت أمور الزواج مثل الصيد، يذهب الرجل ليخطب امرأة ويكون معها ومع أهلها غاية فى التحضر والهدوء والرقى والأدب حتى إذا ما تم الزواج وأحكم الرجل قبضته تحول كل ذلك إلى وحشية وبربرية وشهوة محضة واستعباد مطلق، فنرى الزوجة بين يوم وليلة مطالبة بكل أعباء المنزل وخدمة أهل الزوج أبويه وأخوته كرهاً، وعلى عاتقها أعمال شاقة جداً دون أى مظهر للرحمة ودون أى لون للمشاركة، وبعد تمام ذلك ما هى إلا وسيلة لإشباع رغبة زوجها بعد أن كان يعدها ويمنيها بحياة طيبة هادئة متصفة بالتفاهم والمشاركة فى السراء والضراء . أهكذا أمرنا الله فى معاملة النساء، أهكذا تعاليم الإسلام الموسوم بالسماحة واليسر وحفظ الحقوق، أهكذا تكون الإنسانية، أهكذا تكون المروءة؟، كلا وألف كلا، اعلم يا أخى أن الله سبحانه ما خلقنا لنستعبد وما خلقنا وحوشاً ولكن خلقنا أحراراً كراماً، وأوصانا بحسن معاملة النساء، أما بلغك قول الله تعالى "وعاشروهن بالمعروف"، ألم تبلغك وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى حجة الوداع "واستوصوا بالنساء خيراً فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله". اعلم يا أخى أن الرجولة والشهامة ليست فى ضرب زوجتك وإهانتها والتَقَوِّى عليها وإنما بحسن العشرة والمعاملة، وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو أرجل الناس وأكرم الناس ما أهان زوجاته قط، وما أساء معاملتهن قط، بل كان من هديه المشاركة فى أعمال المنزل فكان يكنس بيته ويخصف نعله ويكون فى خدمة أهله، ولست أكرم من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فعد لرشدك واستدرك ما فاتك واعلم أنه لن ينقص من قدرك شىء إذا ما أكرمت زوجتك.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;