بلال فاروق يكتب:ظلامُ دامس..

لم أستطيع أن افرّق هل الظلام من حولى ام الظلام الذى اراه ما هو إلا ظلامُ داخلى يعكس ما أخوض فيه من سوداوية واكتئاب ودمار تعسفى شامل في جميع اركان دواخلى النفسية؟ احاول جاهدًا ان افتح عيني على ما هو حولى، لكننى لا أستطيع، صعوبة بالغة لرفع صخرتا عيناى، أحاول بشتى الطرق لكى استطيع لكنى افشل، حركت يداى في كل اتجاة علنى أصل لأى شئ او اصل لمفتاح النور.. بصعوبة شديدة وصلت للمفتاح وضغط عليه وبعد برهة من الزمن وجدت بعض جزئيات النور تفكك الظلام المغطى لكل معالم الكون حولى وعندها علمت ان كل هذا الظلام هو ظلام نفسي الداخلى.. ذهبت إلى الحمام أجر قدماى ورائى وبعد فترة عددتها دهرًا وصلت الحمام فنظرت إلى المرآة امامى فشاهدت شبح إنسان، شخصًا هزيلًا ضعيفًا لا يقوى على شئ، رفعت يدى وبكل ما تبقي لى من قوة طحتُ بالمرآة وهشمتها، تصدعت ومن تكرار الضربات من هذا الجسد البالى بدأت تتهاوى بعض من جزئيات تلك المرآة وكأننى فتحت نافذة تطل على جانب آخر لا اريد مشاهدته، وبدا لى ان تلك الفجوات تلفاذ يعرض لى بعضًا من المشاهد في حياتنا سويًا.. تذكرت اول لحظة رأيتها فيها وكانت في مناسبة عائلة ولكن شخص ما من عائلتنا دعاها إلى تلك المناسبة وفتنتنى بكل ما فيها، فلم اجد فيها سوى الانبهار لن اوصفها هنا فلن اوفي في وصفها من كان في نظرى "ملاكاً" فتخيل من يوجد به كل فضائل الدنيا كيف يكون.... لم نكن كبار وقتها لكننى كنت اكبرها بــحوالى ثلاث سنوات وكنت انضج منها عقلًا وافعالًا، وتعهدت على نفسي ان نكبر سويًا حتى تتشابه ارواحنا ونمضى شخصًا واحدًا حينما يحين وقت الخطبة والامور الرسمية بيننا فيحسدنا العشقون من اين لنا كل هذا الحب ..... ظللت معها سنوات تطايرت كما تتطاير ذرات التراب في يوم عاصف، احببت كل مافيها وهى أحبتنى – او كما كانت تقول- انها تحبي! لن احكى ما قد دار بيننا، لن اقول ان ما بيننا فاق جميع المحبين والعاشقين في ثنايا الكون، ولكنى سأقول بأننى ((أنــــا)) من عشت هذا، لن اقول بأننى اول عاشق اتوه في ظلمات الضياع والنسيان وانى الوحيد في ربوع الدنيا من تركته حبيبته بل سأقول بأننى ((أنــــا)) من تُركت ومن كنت ( قربان قد قدمته لى لكسب خبرة عاطفية ) فتجيد المعاملة مع اول من يأتى في حياتها – لن اقول من بعدى- فانا لم اتركها يومًا بل هى التى تركتنى يومًا واحدًا في ساعة واحدة دون أى تحذير او تبرير وكل ما في الأمر ان هناك شخص أخر.. آآآة شخص آخر؟ تبًا لكل البشرية ولكل شخص منها حتى لك يا من تقرا خطابي.. اول شخص قد جاء في قطار حياتها فتحت له أبواب قلبها تاركة إياى غارقً في آلامى، لماذا لا أموت بعدما حدث ما حدث، ولكننى هنا أيضًا لن احدثكم بما حصل.... كل شخص في هذى الحياة قد عايش مثل تلك الظلمات في حياته او حياة شخص يعرفه ويمكن انه قد لاحظ أعاصيره النفسية و توسونامى الفكر، ويمكن ان تتماثل قصتى بأحداثها وتفاصيلها حرفيًا مع شخص اخر في مكان ما على وجة ارضنا العتيسة –بأختلاف شخصياتها- فما الفائدة من اننى اقص عليكم ما حدث فإنكم لن تفهمون لأنه حدث لـى ((أنـــا)) ومهما قصصت عليك وحاولت ان تتقمص دورى لكى تفهم ما أصابنى بانك ستفشل فشلًا ذريعًا... دائماً ما يقال حينما نشاهد أفلام رعب: "حينما يظهر مشهد مرعب فلا تغمض عيناك لان عقلك سيريك ماهو افظع مما رأيت على الشاشة".... وها هو الحال في قصتى لن اعطيكم ولن احكيلكم ما وقع بى ما آلم فمهما حاولت جاهد لان اوصف تعاستى فلن افلح في ان اوصف تصدعات وتشققات نفسي المدمرة والمصابة بكسور وفتور رهيييب.. يكفيكم ان تقرأوا ما فات وتغمضوا أعينكم وتطلقوا العنان لخيالكم، ومهما حاول العقل البشرى والنفس البشرية ان "تتخيل" ولن اقول ان "تعايش" بل اؤكد على التخيل لان التخيل يكون اصعب من الحقيقة، مهما حاولتم ان "تتخيلوا" ما وقع بي ما آلام لن تفلحوا وحسبكم انها هى"بطل" قصتى وانا "الضحية"... ذكر فيكتور هوجو في كتابه " مذكرات محكوم عليه بالأعدام" :: "الكل محكوم عليه بالأعدام ولكن يختلف ميعاد التنفيذ" ومنذ بداية القصة وانا محكوم علىّ بالأعدام تمامًا كحبي وعشقى لها لكنه كان مخفيًا عنى بشكل ما لم استطع ان اعرفه ، ولكن ميعاد التنفيذ قد تأخر، فأعلموا ان هذا أخر ما سيصل إليكم قبلما ...

أُعجل بنتفيذ الحكم على نفسي... وانهى حياتى بنفسي... وأنتحر !!



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;