محمود حمدون يكتب: الحصة الأولى

ينقسم يومه ما بين ليل يقضيه بحقل أسرة زوجته، يرعى قيراطين و بضعة أسهم، ينكفء حاملاً فأسه، يعزق الأرض طولاً وعرضاً، يُجدُّ فى عمله، لا يخشى بعد الله إلاّ طول لسانها، بأس إخوتها، فإذا أقبل منتصف الليل، عاد لبيته، سويعات يقضيها يتقلّب فى فراشه، حتى السادسة صباحاً، فيبدأ النصف الآخر، ينطلق لعمله، ساعياً بمدرسة حكومية . عرفنا عنه انتظامه فى العمل، وداعته ورقة طبعه، عزوفه عن الحديث، نظرته الحالمة حين ينظر لبعيد يترقّبه و لا يأتي. حتى صبيحة يوم بعيد جداً، أقبل يتعثّر فى خطوة، يطلب عمله المتواضع، يكلّم نفسه ويضرب كفاً بكف: لم أتأخر عن عملى من قبل حتى موعد الحصة الأول!، على جانبى الطريق تتراص سيارات نقل، تهجع مع سائقيها ساعة من ليل ثم تستأنف ببضاعتها رحلتها. أسفل واحدة منها، عيون تترصّد الرجل، تراقب خطوة، تتحيّن وصوله لنقطة يضيق فيها الطريق، وصل إليها "عبد العال" غارقاً فى بؤسه، وقد ماجت بصدره شكوك عن حظه بالدنيا، عاب على أبويه أن أنجباه وألقيا به فى دوامة الحياة ثم غادراها . أفاق من غيّه، استغفر فى سرّه ثم جهر بالرجاء للسماء، قبل أن يطمئن قلبه، كانت رصاصة تنطلق من بين عجلات سيارة تقف عن يساره، كانت تعرف طريقها جيداً لصدره، ثم أعقبتها أخريات من الجانبين، سقط "عبد العال" من فوره يتخبّط فى دمائه، ثأر طلبه أصحابه من أهل زوجته، لم يك أمامهم سواه .



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;