معظم المحللين والخبراء العسكريين لا يتوقعون نذر حرب بين الولايات المتحدة وإيران فى الوقت الحالى، لأن الظرف غير مهيأ بعد، فالولايات المتحدة عندما شنت حربًا على العراق كان بيدها دعم تحالف دولى من 30 دولة وقوة عسكرية تتجاوز 960 ألف جندى ومئات المقاتلات (1800 مقاتلة) والسفن الحربية 8 حاملات وبارجة و20 فرقاطة و20 مدمرة و5 غواصات والآلاف من المدرعات والدبابات 3300 دبابة، بينما الولايات المتحدة اليوم لا تملك دعمًا دوليًا ولا يوجد لديها العدد الكافى من القوات البرية وحتى الجوية والبحرية لضرب إيران التى لم تتعرض لحصار شديد وحظر للأسلحة وقطع غيارها كما تعرض العراق لحصار دام أكثر من عقد من الزمن.
وإن كان هنالك وجود أمريكى وقواعد لها فى منطقة الخليج منذ سنوات إلا أن العدد والعُدَّة لا تكفى لشن حملة أو ضربة محدودة ضد إيران فالإحصائيات تشير إلى أن حجم القوات الأمريكية ضئيل ولا يؤهلها لخوض حرب مع إيران فى الوقت الحاضر.
فقد شهدت المنطقة تصاعدًا وتوترًا غير مسبوق وخطوات عسكرية اتخذتها الولايات المتحدة لتعزيز قدراتها فى منطقة الخليج، بحجة زيادة المخاطر التى تشكلها إيران على عسكرييها فى المنطقة. بعد كل هذا الحشد الأمريكى أصبح من المستحيل أن تسحب الولايات المتحدة أساطيلها من الخليج دون تحقيق الهدف والغاية لأنها ستكون بمثابة القشة التى تقصم ظهر الأمريكان وسيكون بمثابة ضوء أخضر للإيرانيين فى استمرار توسعهم فى المنطقة وإسقاط العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى.
ربما يفكر ترامب فى توجيه ضربة محدودة لمراكز قيادة الحرس الثورى وبعض القطاعات والمليشيات الإيرانية المسلحة لكن لا يمكن الجزم بردة الفعل الإيرانية فالقوات الامريكية الموجودة حاليا والمزمع إرسال 120 ألف جندى لن يكون بمقدورهم غزو إيران فالأمريكان بحاجة لما يقرب المليون جندى لغزو إيران للإطاحة بنظامها.