القارئة الشيماء أبو الخير مهنة الطب : عندما ينقلب السحر على الساحر !

العديد من المخاطر الصحية قد تصيب مواطنين في بلد ما وقد تودي بحياتهم، فهذا ليس بالأمر العجيب لكن العجيب هو أن يكون الطبيب المعالج للمريض هو ذاته المعرض للموت في أية لحظة! العنف ضد الأطباء داخل المستشفيات والمراكز الصحية لم يعد مجرد حالة فردية بل تفشى وأصبح ظاهرة مخيفة تستحق الدراسة، هذه المهنة السامية التي وصفها الشافعي قائلاً: لا تسكن بلدا لا يكون فيه عالم يفتيك عن دينك ولا طبيب ينبئك عن أمر بدنك، أصبحت خطراً على مرتاديها، فأشكال العنف ضد الأطباء تنوعت ما بين العنف اللفظي والجسدي والذى قد يصل في أغلب الأحيان للقتل مع سبق الإصرار والترصد، والعنف لا يقتصر فقط على الطبيب بل يمتد ليشمل كافة العاملين في المراكز الصحية من عمال وفنيين وممرضين ومساعدي الأطباء أيضاً. وهنا قد نتساءل عن الدوافع لارتكاب كل أشكال العنف ضد الطاقم الطبي، وللإجابة على هذا السؤال دعونا نلقى نظرة على بعض أشكال العنف التي حدثت مؤخراً في بعض المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة، حيث لوحظ فئ الآونة الأخيرة زيادة في حدة العنف تجاه الأطباء بشكل كبير لعل أبرز تلك الوقائع كانت فى معهد القلب فما أن خرج الطبيب المعالج للمريض معلناً عن وفاة المريض بعد إجراء عملية قسطرة حتى انهال عليه أهل المريض ضربا ودمروا المعدات الطبية والاعتداء على الكوادر الطبية داخل المعهد، الأمر ليس مجرد تدمير لمعدات بل أن الخطورة تكمن فى أن تدمير البنية التحتية يسهم فى تدمير حياة المرضى وتعطيل الأطباء عن القيام بدورهم المنوط بهم، فضلاً عن كم الإحباط والتدمير النفسي للطاقم الطبي جراء افتقادهم لأهم عنصر في حياتهم المهنية وهو الأمان. وبنظرة أكثر عمقاً نجد أن أبرز الدوافع النفسية لارتكاب أهالي المرضى لجرائم ضد الأطباء تتبلور فى الصدمات النفسية جراء فقدان حياة شخص عزيز أو بتر لأحد أعضاء جسد المريض وكلها أمور قد يكون لها تبرير طبي ولكن هذا التبرير لا يعيه المريض ولا أهله فهم يستنجدون بالطبيب لإنقاذ حياة مريضهم وإلا فالعاقبة خطيرة ، ومن جهة أخرى لا يقتصر العنف ضد الطبيب فقط على حالات الصدمة لكن قد يحدث بسبب خطأ طبي أو إهمال فمن الأطباء من قد يمارس مهنته فقط لأجل المال وهنا تكون الكارثة أكبر . وعن سبل الحماية لدى الأطباء فنحن بحاجه لتضافر الجهود من أكثر من جهة فمن ناحية الأمن يجب على الحكومة توفير الأمن والحماية الخاصة للأطباء ليس فقط بأن يتم وضع بعض من أفراد الأمن كحراس على مداخل المستشفيات بل يجب أن يكون لكل وحده ولكل قسم ولكل فئة من الأطباء وحدة حماية خاصة بهم مدربين على التعامل مع مثل هذه الحالات من العنف وكذلك توفير أعلى درجات المراقبة عن طريق زرع الكاميرات فى مداخل ومخارج المستشفيات وداخل الطرقات والأقسام ، إضافة إلى ضرورة توفير أخصائيين نفسيين داخل كل مستشفى ومركز صحي وتحت إشراف وزارة الصحة مهمتهم التحدث لأهل المريض ومراعاة ظروفهم، ومن ناحية الإعلام فيجب التصدي لحملات التشويه للأطباء والتي تتسبب فى رسم صورة ذهنية سيئة عن الطبيب أو محاولة تعميم بعض حالات الإهمال الطبي وجعلها تتصدر المشهد الطبي فى مصر ، كما يجب التوعية فئ المدارس والجامعات بخطورة الاعتداء على الكوادر الطبية وتوضيح السلبيات التي قد تنشأ جراء العنف ضدهم والتي قد تدفع الأطباء للهجرة أو الإهمال المتعمد فى أداء مهامهم ، لأنه من الطبيعي جدا أن الطبيب عندما يجد نفسه معرضاً للخطر فهذا سينعكس علي أداؤه وأداء الطاقم المساعد له . والخاسر الوحيد هنا هو المواطن الذي يريد أن يحظى بأقل حق له فى بلده وهو العلاج بمستشفى قد تفتقر فى بعض الأحيان الى الإمكانيات المادية أيضاً، ومن هنا نجد أن الضغوط النفسية والمهنية تكون الدافع الأكبر لدى الطبيب لكى يغادر بلده باحثاً عن مكان يحظى فيه بالاهتمام بتوفير الإمكانيات المادية كذلك توفير الرعاية النفسية وحمايته من المخاطر.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;