القارئ محمود حمدون يكتب: رائحة بطعم المكان

سنوات طويلة، لم نر فيها "سيارة جمع القمامة" حتى تكدّست طبقات فوق بعضها، فكان يراها القادم من بعيد أهرامات وقمم، فلا يعرف حقيقتها إلاّ سكان المنطقة.. صبيحة أحد الأيام بنهاية الصيف قبل الماضي، صحونا وقد خلت الميادين المجاورة من "قمامتها". لأول مرة نتنسّم رائحة جديدة، زكمت أنوفنا، منّا من استطابت نفسها لها، بعضنا صرخ بعزم قوته رافضاً، متشبثاً بعالم شبّ فيه انقسمنا فئتين أولانا قليلة العدد، ترى أن خيراً على الأبواب، لكنهم كانوا يتهامسون برأيهم هذا كأنما يخجلون من الجهر به، الفئة الثانية، هم كُثر بلغ بهم الحزن أن أقاموا سرادقات مكان "القمامة" للعزاء، اتّشحت نسوتهم بالسواد. بتُّ في حيرة من أمريّ: هل أذهب كالآخرين لتقديم واجب العزاء؟ ذاك تقليد لم أحد عنه من قبل، لكن لا فقيد هنا، فالجنازة حارّة. أخرجني من مأزقى شخص أعرفه بوداعته الشديدة "طه " ذلك المثقف الجميل لا يعطيني رأياً قاطعاً في مسألة أعرضها عليه، مرّ جواري وسألني: تقف بمفترق الطرق كأنك لا تدري إلى أين تذهب ؟! أسررتُ له ما بداخلي سألته بدوري: هل تذهب للعزاء؟ إن فعلت فأيّ سرادق تعرج عليه أولاً؟ قال وهو يغادرنى: اذهب وراء انفك اتبع الرائحة إن كان بينك وبينها ودّا قديماً.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;