القارئ رضا الصفتي .. "الـوالـديـــن "، إمـا الـسـعـــادة و إمـا الـشــقـــاء

الوالدين .. كلمة وردت بالقرآن الكريم خمس مرات بأربع سور، وتعنى الأب والأم ، رجل وامرأة ، أوصانا الله عز و جل بهما من فوق سبع سموات ، وكان له فى ذلك تلك الآيات بسورة البقرة ، النساء ، الأنعام ، والإسراء . فأما الأب ،، فهو الذى سعى واجتهد من أجل الرزق ليربى أبنائه ، عَلم وقوم وزرع القيم والمبادئ والأخلاقيات الحميدة بأبنائه ، صلى بهم وصام معهم ليعلمهم مبادئ دينهم ، هو القدوة والمثل الأعلى لأبنائه ، هو الذى ربى وزوج وعلم الأحفاد ، وظل طوال حياته يؤدى رسالته على أحسن وجه ، ولو سردت دور الأب فى حياة أبنائه ، لانتهى مقالى هذا دون أن أفرغ من أفضاله عليهم . وأما الأم ،، فهى تلك المرأة التى حملت تسعة أشهر رغم وهنها ، وتحملت الكثير والكثير من أجل أبنائها ، سهرت لتداوى ، جلست لتربى ، صارت تدعو لأبنائها لتراهم أحسن الناس ، ولا يسعنى القول فى مقام الحديث عن الأم سوى أن أقول أنها مدرسة لإعداد جيلاً طيب الأخلاق ، والطريق إلى الجنة بالقرب منها. وهما ، أى الوالدين ، لهما مبلغ الأثر فى حياة الأبناء ، فبرضائهما تنال رضا الرب ، وإن كان ذلك ، نُلت أجراً عظيماً ، وآية ذلك أن الله خالقنا قد أوصى بهما عقب أن أوصى بعدم الشرك به ، إذ قال فى كتابه العزيز {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} الإسراء 23 . ودعونا نتأمل هذه الآية ، نجدها تفرض علينا أمراً هاماً بالنسبة لنا ، وفى توقيت أهم بالنسبة لهما ، وأما الأمر فهو لاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ، وأما التوقيت ، فعندما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهماً ، ولهذا التوقيت دلالة بالغة ، فهو التوقيت الذى يحتاجان فيه للرحمة والمودة والمحبة من أبنائهما ، هو التوقيت الذى يجنيان فيه ثمار عمرهما الذى إنقضى فى أداء رسالتهما بتربية هؤلاء الأبناء ، ليخرج منهم هذا الولد الصالح الذى يدعو لهما ، وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الأب والأم ، وبخاصة وهما فى حالةُ الشيخوخة ، فلا تضجر ولا تستثقل شيئًا تراه من أحدهما أو منهما ، ولا تسمعهما قولا سيئًا ، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ ، ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح ، ولكن ارفق بهما ، وقل لهما – دائماً - قولا لينًا لطيفًا ، وبعد هذا الأمر يختار كلاً منا طريقه . فإما أن تنال السعادة بقية حياتك ، فتنعم بدعائهم لك بكافة أنواع الأدعية الصالحة التى لا ينطق بها سواهما وهما فى ذلك التوقيت من حياتهما ، وآنذاك إعلم جيداً ويقيناً أنك ستعيش آمناً فى كنف رضا الرب بعدهما ، ومن رضى عنه ربه كسب الرضا فى الحياة الدنيا وفى الآخرة . وإما أن تعيش بقية حياتك فى شقاء ، أنت من إخترته بمعاملتك السيئة والجافة لهما وهما فى كبرهما ، ولم يسمعا منك قولاً كريماً ، أو حتى دُعاء لهما بالشفاء ، فينصب عليك غضبهما الذى سيدفناه بداخلهما خشية مزيد من جفاك ، ولكن الله يعلمه ، وتخسر رضاه هو الآخر سبحانه ، وبئس المصير فى الحياة الدنيا وفى الآخرة . وأخيراً ، التوصية لنا جميعاً ، فالوالدين أجيالاً متتالية ، وزرع اليوم الذى زرعته بيديك هو ما ستجنى ثماره غداً ، فإن كان خيراً ، فستجنى خيراً كثيراً ، وإن كان شراً ، فأنت وحدك الجانى لثماره ، وأقولها لكل إمرء لازال والديه أو أحدهما على قيد الحياة ، إفعل ما شئت معهما ، ولكن تذكر دائماً أنه كما تدين تُدان . وفى الختام ، أدعو من الله سبحانه وتعالى أن يجعلنى باراً بوالدى ، خادماً لهما طوع أمرهما ما حييت ، وأن أكون هذا الولد الصالح الذى يدعو لهما فى كل حين ، وأما هذا العاق لهما ، الذى مارس عقوق الوالدين بكافة صوره ، فهو لا يعلم أن بطش ربه لشديد ، فالوالدين بيديهما مفتاح الطريقين ، إما السعادة ، وإما الشقاء،،



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;