القارئ محمد سالمان جمعة يكتب : 51 عامًا على يوم الولاء والانتماء

"إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه". دوى هذا الصوت في أرجاء ذلك المكان الذي جهزه موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في مدينة الحسنة، كان يحلم هذا الماكر حُلم خبيث، أراد اجتثاث القلب من الجسد، أراد أن يفصل سيناء عن الوطن الأم مصر، ولكن هيهات هيهات، فوراء سيناء رجال لا يمر هذا المكر على عقولهم ولا تنطلي عليهم تلك الأساليب القذرة. ولنعود بالزمن إلى الوراء، إلى بداية القصة، حيث التقى موشي ديان بعدد من مشايخ سيناء، وحاول إقناعهم بفكرة تحويل سيناء إلى دولة مستقلة، وأغدق في ذلك الغث والنفيس حتى يقنعهم بمخططاته. لم يعلم هذا الماكر أن رجال سيناء لا يبيعون وطنهم ولو أُنفق لهم ملء الأرض ذهبًا، فقد كانت تفاصيل هذا المخطط على مكاتب المخابرات المصرية فور عرضه عليهم. تمت المشاورات وتم اتخاذ القرار، فقد قررت السلطات المصرية أن يقوم شيوخ القبائل بمجاراة وخداع الاحتلال الإسرائيلي في فكرتهم وأظهروا لهم رغبة في ذلك، وأنهم على أتم الاستعداد للمطالبة بتدويل سيناء، وقد تولى الضابط السيناوي محمد اليماني التنسيق بين السلطات المصرية ومشايخ وعواقل القبائل في سيناء. وفي اليوم الموعود الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر لعام 1968م حشد الإسرائيليون الإعلام ووكالات الأنباء والقنوات العالمية في ظل تشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية التي أيدت بشدة هذا الإجراء ما دامت قبائل سيناء قد وافقت على ذلك. والتقى الجميع في مؤتمر الحسنة وتم ترشيح الشيخ سالم الهرش ليلقي الكلمة نيابة عن مشايخ سيناء، بدأ الشيخ سالم بسؤال رفقائه فقال: أترضون بما أقول؟ قالوا: نعم. وبينما الجميع ينتظرون لحظة التدويل وإعلان سيناء دولة مستقلة أعلنها الشيخ سالم الهرش مدوية في مقولته الشهيرة: "إن سيناء مصرية وقطعة من مصر ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل وأمر سيناء فى يد مصر، سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه". أعلنها لتكون صفعة في وجه المخططات الصهيونية التي لم تتوان في محاولاتها لتفتيت دول المنطقة، أعلنها لتكون عيدًا للولاء والانتماء، أعلنها ليثبت للعالم أجمع أن أهل سيناء ارتباطهم بوطنهم الأم إنما هو ارتباط تاريخى لا تزعزعه الإغراءات ولا تهزه التهديدات. وكانت النتيجة قاسية على أهلينا في سيناء فقد تم اعتقال أكثر من 120 من المشايخ والمواطنين، واتبعت إسرائيل إجراءات تعسفية تجاههم، أما الشيخ سالم فقد هرب من سيناء عبر الأردن ثم إلى مصر، حيث استقبله الرئيس المصري جمال عبد الناصر استقبال الفاتحين وأهداه نوط الامتياز من الطبقة الأولى. اليوم تحيي سيناء ذكرى مؤتمر الحسنة، يوم الولاء والانتماء في سيناء، يوم سطر فيه أهل سيناء أروع المثل على وطنية ترسخت بين جنباتهم وانتماء تغلغل في نفوسهم، رحم الله رجالا نصبوا أجسادهم جسرًا فعبرنا، وما العبور إلا صنيع رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فوجب لهم الوفاء.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;