القارئ محمود مرغنى موسى يكتب: أرض الحضارة

لا شك أن مصر هى أرض الحضارة ولا يختلف على ذلك اثنان، وهى أيضا أرض الخصب والنماء الذى تستمد منه الحضارات نموها وازدهارها. أعمدة ومسلات ومعابد وأهرامات وسفن تمخر عباب البحار وتأتى للبلاد بكل الثمرات، العاج والأبنوس والتوابل والعطور والأخشاب. فقد نشأت الحضارة المصرية منذ أقدم العصور على ضفاف نهر النيل متزامنة مع حضارة العراق القديم التى ظهرت بين نهرى دجلة والفرات، واستوطن المصريون على ضفتى النيل وحرثوا الأرض وزرعوها وابتكروا الآلات التى تعينهم على ذلك، كالمحراث والشادوف والنورج والفأس والمنجل وآلات الحصاد وطحن الغلال وشباك صيد الأسماك وآلات عزف الموسيقى، وتشهد النقوش الجدارية على ذلك! فهو أمر واضح للعيان وضوح الشمس فى وسط النهار. وابتكرت ربة البيت المصرية القديمة أدواتها التى استطاعت بها أن تعين الزوج الكادح على شظف العيش فكان المصرى يبنى ويعمر ويزرع ويحصد، وكانت هى فى منزلها تعد الخبز وتنضج الطعام ويعود رب البيت ليخلد إلى الراحة ويجد ما لذ وطاب من أشهى الطعام وألذ الشراب، فبنى حضارة ما بعدها حضارة سبق بها الأمم ومازالت محط إعجاب العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه. وينظر العالم ويمعن النظر ويتأمل كيف بنى هؤلاء الناس كل هذا المجد الباقى على مر العصور والأزمان رغم قلة الوسائل فى العصور البائدة، مما لا يتناسب مع ضخامة الأعمال التى شيدت. أى عقل هذا الذى فكر فأحسن التقدير فشيد فأعلى البنيان. ونحار ويحار العالم معنا كيف بنينا هذا المجد التليد وظل خالدا فى حين أننا فى عصرنا الحديث نبنى ونشيد ونستخدم الوسائل الحديثة من مواد بناء وآلات ورافعات وأمهر المهندسين والصناع وحفر وجسات وخوازيق واختبارات جودة، وعندما تهب الرياح يتلاشى كل شيء ويصبح أثرا بعد عين وتبقى آثار القدماء ....وعجبي.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;