القارئ محمود عبد الحكيم يكتب : للمقبلين على الزواج أين حقوق أبنائكم؟؟

الزيادة السكانية تعتبر ثانى أهم قضية بعد مكافحة الإرهاب وهناك حقوق للأبناء يجب أن يعلمها المقبلون على الزواج حتى يستطيعوا ترتيب حياتهم بصورة طيبه تمكنهم من العيش بصورة كريمة وتجنبهم الكثير من المشاكل والعقبات المستقبلية. ولكل مقبل على الزواج ومن يفكر فى كثرة الإنجاب عليهم أن يعلموا أنه من حقوق أبنائكم عليكم أن تُحسنوا اختيار شريككم (الأم أو الأب)؛ لأن ارتباطكم سيُشكِّل جسدًا واحدًا وحين يكون نصف الجسد مريضًا فإن ذلك سيُؤثِّر سلبًا على مسيرتكم وسيفتح أمامكم مشاكلَ كثيرة ولن يتوقف ذلك عند أبنائكم بل سيمتدُّ حتى نهايةِ نسلِكم. وقد ضرب لنا سيدُنا إبراهيم عليه السلام أروعَ الأمثلة في أهمية الشريك الصالح، فحين أتى لزيارة ابنه اكتفى عن رؤيتِه بتقديم نصيحةٍ له بشأن زواجه ففي المرة الأولى دعاه إلى الطلاق وفي المرة الثانية دعاه إلى الإمساك لأنه يعلم أهمية اختيار الشريك وقيمة ذلك. كما أنه من حقوق أولادكم عليكم أن تُحصِّنوا أنفسكم عن الإساءة للآخرين في أبنائهم (فتيانًا أو فتياتٍ) فإن ذلك سيعودُ بالضرر على أبنائكم وستَجْنُون أنتم ثمار ذلك عاجلًا أو آجلًا كما قال الله تعالى فى كتابه الكريم تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} والجزاء مِن جنس العمل. إن مِن حقوق أبنائكم عليكم ألا تبدؤوا غرسَكم بمعصية الله واحرِصوا على تطبيق السُّنة في كل أقوالكم وأفعالكم فإن الشيطان يحبُّ أن يُفسِد ثماركم وإن كانت البداية سيئةً، فلن يكون الثمر حلوًا. إن مِن حقوق أبنائكم عليكم أن تتقرَّبوا إلى الله بطاعة والدَيْكم فإن ذلك دين سوف يدفعه أبناؤكم إليكم فإن كان خيرًا فخير وإن كان شرًّا فشرٌّ ولا يَحِيق المكرُ السيِّئ إلا بأهله. ومن أهم حقوق أبنائكم عليكم أن تلتزِموا الطريق الصحيح وتبادروا بالأعمال الصالحة والإكثار منها فببركة صلاحكم تلحق عنايةُ الله بأبنائكم كما قال الله تعالى ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ فبعدَ أن ذكر الكَنْز أثنى على الأب ووسَمَه بالصلاح وكان صلاح الأب سببًا في حفظ الله الكنزَ لهما. ولنا في سيرة سيدنا عمر بن عبدالعزيز رحمه الله أروعُ الأمثلة ذكر ابن الجوزي رحمه الله في سيرة عمر بن عبدالعزيز قال: بلغني أن المنصور قال لعبدالرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه:- عِظْني قال: مات عمر بن عبدالعزيز رحمه الله وخلف أحدَ عشرَ ابنًا وبلغت تركتُه سبعةَ عشرَ دِينارًا كُفِّن منها بخمسةٍ وثمنُ موضع قبرِه دينارانِ وقُسِّم الباقي على بَنِيه وأصاب كل واحد من ولده تسعةَ عشرَ درهمًا ومات هشام بن عبدالملك وخلف أحدَ عشرَ ابنًا فقسمت تركتُه وأصاب كل واحد من تركته ألف ألف ورُئِيت رجلًا مِن ولدِ عمر بن عبدالعزيز قد حمل في يوم واحد على مائة فرسٍ في سبيل الله عز وجل، ورُئِيت رجلًا من ولد هشام يُتصَدَّق عليه! ويجب أن يعلم الجميع أنه مِن حقوق أبنائكم عليكم أن ترسمُوا مستقبلهم وتحدِّدوا طريقهم فلقد كثر حديثكم عن التخطيط والإعداد للمستقبل المادي والأبناء جزء من مستقبلكم فلا تتوانَوا أن تعدُّوا تخطيطًا لإصلاحهم واستثمار هم فتلك واللهِ تجارةٌ رابحة ولن أكون مبالغًا إن قلت: اصنَعُوا لهم منهجًا مِن الآن، ألِّفوا لهم كتابًا يحمل في مضمونه معانيَ الأخلاق الحميدة مِن تعريف بالعَلاقة مع الخالق والعلاقة مع النفس والعلاقة مع المخلوقات لا إفراط فيه ولا تفريط يتناسب مع مستواهم كي تعلِّموهم إياه وليس بالضرورة أن يكون من إعدادكم فالمكتبات مليئة بالكتب المتخصصة ولن يعدِمَ الخيرَ طالبه واعلموا أن جمال يوم الحصاد لا يُقدَّر بثمن يوم أن يكون الطفل نورًا يشعُّ بعلمه في كل أرجاء البيت والأجمل من ذلك متى يكتمل حفظه للقرآن. واعلموا أنكم حينما تأخُذُون بأيدي أبنائكم نحو الطريق الصحيح فإنكم لا تأخذون جيلًا واحدًا فحسب بل تأخذون بأيادي أجيال متتابعة ستأتي على إثرهم فبإقدامكم على الزواج أنتم تغرسون شجرةً سيمتدُّ نسلُها حتى قيام الساعة ولن يُرضِيَكم أبدًا أن يظهر مِن بين نسلكم مَن ينحرف عن الطريق الصحيح ويتجه نحو الرذيلة. و ليعلم المقبلون على الزواج حقيقة هامه جداً نقولها لهم بكل صدق وأمانة وهى :- قبل أن تكونوا آباءً ويوضع الحمل عليكم وتقودوا الرَّكْب فأنتم أمل الغد وقادة المستقبل ولن تستطيعوا الفلاح ما لم يَقِفِ الأبناء بجانبِكم بل سيكونون عَثْرةً أمامكم مُعيقِين تقدُّمَكم إن قصَّرتم في حقوقهم وأهملتم رعايتهم، فحقوقهم عليكم تبدأ قبل زواجكم بل قبل أن تبحثوا عن شريك حياتكم. واعلموا أن الزواج عبادة بل به يكتمل دينُكم وشروط صحة العبادة النية فأَخلِصوا النية لله في زواجكم واجعَلُوها قربة لله عز وجل ولا يكن همُّكم إشباع الغرائز الجنسية فقط بل ارسموا أهدافًا نبيلة لزواجكم كي يثمر زواجكم عن أسرةً تعرف طريقها وترفع من شأن الأمة وتخدم وطنها وتكون متماسكةً كالجسد الواحد، يسعَون جميعًا في طريق واحد، وإن افترقت بهم الأماكن. فالدولة تسعى بكامل قوتها لبناء بنيه تحتيه قويه للأجيال القادمة كى يعيشوا حياة أفضل اقتصادياً وعلمياً وصحياً ونفسياً واجتماعياً وثقافياً حتى يكون لدينا القدرة على العمل والإنتاج وريادة الأمم من حولنا. فالدعوة موجهة لكل المقبلين على الزواج بأن يبدأو حياتهم على أسس قويه وظروف صحيه دون أعباء ماديه تثقل الحمل عليهم فيما هو قادم وحتى يكتب لهم الله النجاح فى حياتهم الجديدة بالحب والإخلاص والثقه بالله وحده. فمن يقبل تلك الدعوة؟؟؟؟؟؟؟؟



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;