القارئ محمود عبد الحكيم‎ يكتب : الشباب أمل المجتمعات وبهم تفجر الطاقات

الشباب هم أمل الأمة وبهم تفجر طاقات العمل والإنتاج وتتقدم بهم مصر نحو مستقبل أكثر إشراقا. تتواكب هذه الكلمات مع منتدى شباب العالم الذى أقيم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى بشرم الشيخ فى نسخته الثالثة، حيث كان فرصة كبيرة لتبادل الرؤى ووجهات النظر فى كثير من القضايا المحلية والعالمية بين الشباب من مختلف دول العالم، وعرض الاقتراحات وكيفية معالجة القضايا والأمور فى كافة المجالات. فالحديث عن الشباب وإلى الشباب حبيب إلى النفس قريب إلى القلب، لأن الشباب فى كلِّ زمان ومكان وفى جميع أدوار التاريخ إلى زماننا هذا هم عماد الأُمة وسِرُّ نَهضتها، ومَبعث حضارتها، وحاملُ لوائها ورايتها، وقائدُ مَسيرتها. لقد أعطى النبى صلى الله عليه وسلم الشباب الثقة ومنحهم المسئولية خلافاً لما يعيشه كثيرٌ من الناس اليوم، إن النبى صلى الله عليه وسلم قد منح زيد بن حارثة وهو شاب وجعفر بن أبى طالب وهو شاب وعبد الله بن رواحة وهو شاب منحهم الثقة، وسلمهم قيادة جيش مؤتة وما أدراك ما مؤتة! وقد روى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال: ما بعث الله نبيا إلا شابا، ولا أوتى العلم عالم إلا شابا، ثم تلا هذه الآية: ﴿ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ وقد أخبر الله تعالى به. ثم أتى يحيى بن زكريا الحكمة قال تعالى: ﴿ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾. وقال تعالى: ﴿ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ﴾ وقال جل شأنه: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ ﴾ وقال جل من قائل: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ ﴾. لقد كان للشباب الدور الأعظم فى بناء الأمم والشعوب فعلى أكتافهم قامت الحضارات، وكان لهم أثر كبير فى نهضة الأمة الإسلامية على مر العصور واختلاف المجالات، فحُق لهم أن يكونوا نماذج حسنة وقدوة صالحة لشباب الأمة فى كل العصور. فالشباب هم أسبق الأمم إلى قبول الدعوات الإصلاحية قديما وحديثا فهم من واجهوا الباطل وكانوا أسرع إلى قبول الحق لأنهم أرق قلوبا وأهدأ نفسا وليس لهم أطماع فى الحياة و هم من تصدوا للباطل بإيمان وثبات كما حدث من سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه. وكما حدث من أصحاب الكهف مع الملك الظالم. كما أنهم عنوان تقدم الأمة ودعامة نهضتها، فالشباب أغلى ما تمتلك الأمة، فالأمة تمتلك كثير من المقدرات منها مقدرات اقتصادية، ومقدرات عسكرية، ومقدرات جغرافية، ومقدرات إنسانية وأغلى ما تمتلك الأمة المقدرات الإنسانية وأغلى المقدرات الإنسانية هم الشباب. وإذا أردت أن تعرف مستقبل أى أمة فلا تسل عن ذهبها ورصيدها المالي، فانظر إلى شبابها واهتماماته، فإذا رأيته شباباً متديناً فاعلم أنها أمة جليلة الشأن قوية البناء، وإذا رأيته شباباً هابط الخلق، منشغلاً بسفاسف الأمور، يتساقط على الرذائل فاعلم أنها أمة ضعيفة مفككة، سرعان ما تنهار أمام عدوها، فالشباب عنوان الأمة. كان الشباب قديمًا وحديثًا فى كل أُمَّةٍ عِمَادُ نهضتها، وفى كل نهضةٍ سِرُّ قُوَّتها، وفى كل فكرة حَامِلُ رَايتها كما وصفهم الله فى كتابه الكريم بقوله ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً ﴾ هم الذين حمَلوا راية الدعوة إلى الله، ورَفَعوا لواءَ الجهاد المقدَّس، فحقَّق الله على أيديهم النصر الأكبر ودولة الإسلام الفتيَّة. فإننا لوتصفحنا السيرة النبوية لوجدنا كل من واجهوا جبابرة مكة وكسرى وقيصر هم الشباب، السابقون السابقون هم الشباب، انظر إلى الزبير ابن العوام رضى الله عنه من العشرة المبشرين بالجنة كم عمره 15 سنة، وطلحة ابن عبيد الله من العشرة المبشرين بالجنة كم عمره 16 سنة، سعد ابن أبى وقاص 17 سنة، الأرقم ابن أبى الأرقم 16 سنة وهو من بنى مخزوم يجعل بيته مقرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم فيه المسلمين ويربيهم على الإسلام لمدة 13 سنة رغم أن بنى مخزوم كانت تنازع بنى هاشم الشرف. فالدعامة الأساسية لتقدم الأمم على وجه الأرض هم الشباب أعمارهم تتراوح من 17:35 عاماً نعم الواحد منهم صغير السن ولكنه كبير فى العقل. فالدعوة موجهة لنا جميعاً بأن نعلن للعالم أجمع أن مصر قادرة بشبابها وجميع مؤسساتها على مواجهة جميع التحديات التى تواجه مصر داخليا وخارجيا وخلق مستقبل أفضل للأمة المصرية العظيمة، وأن نعطى الفرصة لإعداد وتمكين شباب مصر الواعد لاعتلاء منصات المؤتمرات الشبابية المصرية والعالمية ليبدع ويؤكد للرأى العام المصرى والعالمى بجميع انتماءاته السياسية والحزبية أن مصر دولة شابة بشبابها ولديها القدرة والكفاءة على تخطى جميع التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;