القارئ أشرف الزهوى يكتب: ضوابط طبية

زادت الميزانية المخصصة لوزارة الصحة أضعاف ما كانت عليه، ومع ذلك اكتظت العيادات الخاصة بالمرضى، وأطلق الأطباء قيمة الكشف حسب هواهم دون رقيب أو حسيب. وزاد الطين بلة استخدام بعض الأطباء عياداتهم لإجراء الجراحات بديلا عن المستشفيات المجهزة، وضمت بعض العيادات ومعامل التحاليل ومراكز الأشعة أجهزة طبية دون ترخيص، لأنها غالبا ما تحتاج إلى مواصفات خاصة فى أماكن تركيبها ومعامل أمان أكبر من إمكانات العيادات الخاصة، تكون مخصصة للمستشفيات بتجهيزات فنية لا تتسع لها العيادات الخاصة. فى هذه الأجواء التى تشبه أحوال الطقس هذه الأيام تسود حالة من الضبابية التى تستلزم تدخلا قويا من الجهات المختصة لوضع ضوابط للمنظومة الطبية، يجب أولا وضع سقف وحد أقصى لأسعار الكشوفات فى العيادات والمستشفيات الخاصة، وكذلك أسعار العمليات بحد مناسب لا يجب تجاوزه يراعى فيه التخصص والدرجة العلمية للطبيب وخبرته المهنية ولا يجوزالتحايل عليهاو تجاوزه. وفى ذات الوقت يتعين على المستشفيات الحكومية أن تضع حدا لغياب الأطباء وتأخرهم وحالات التزويغ والتذرع بأن الرواتب ضعيفة، ويمكن ربط انضباط الأطباء فى المواظبة والالتزام بحق ترخيص عيادته الخاصة سنويا. ولا يمكن أن نغفل الحديث عن العجز فى إعداد أفراد التمريض، ولذلك يجب إنشاء عدد أكبر من المعاهد والكليات المتخصصة فى مجال التمريض، حتى نغطى العجز فى هذا المجال ويبقى التوسع فى أنشاء المزيد من وحدات الحضانات والعناية المركزة فى المستشفيات الحكومية هدفا مهما لتخفيف الأعباء عن المواطنين الذين يلجأون للمستشفيات الخاصة فى حالات الاضطرار، لأن هذه الوحدات فى المستشفيات الحكومية لا تستوعب كل المرضى الذين يلجأون إليها. إن الجهود التى تبذلها الدولة فى مجال الصحة والحفاظ على صحة المواطنين والتوعية المستمرة والمبادرات الرائعة التى نجحت وأبهرت العالم تدعونا للمزيد من قوة الدفع نحو بذل جهود مضاعفة لحماية الطبقات الفقيرة، لاسيما أن اللجوء للطبيب غالبا ما يكون فى حالات اضطرارية لطلب الإنقاذ من براثن المرض أو تخفيف الألم وقد لا يملك المريض حال مداهمة المرض ما يكفى لقيمة الكشف وصرف قيمة الدواء وأحيانا تكون تكلفة العمليات الجراحية فوق طاقة المريض. وأخيرا يجب أن نثمن ونقدر التوجه الحالى فى وضع منظومة متكاملة للتأمين الصحى بما يخفف عن كاهل المواطنين، وإن كان ذلك سيستغرق بعض السنوات فيجب تحسين الظروف وتوفير الإمكانات للمرضى، لاسيما من محدودى الدخل قدر المستطاع، فالمريض عندما يستنجد لإنقاذه من المرض أو الألم قد يلعب الوقت دورا خطيرا بين الحياة والموت.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;