القارئة نورهان حاتم البطريق تكتب : النجاح لا يعرف الحظ‎

كثيراً ما نرى شخصين يعملان فى نفس المهنة ويتوليان ذات المنصب، ولكن نجد أحدهما قد استطاع أن يحقق نجاحاً ملحوظاً بها وتدرج بين الوظائف حتى وصل إلى القمة، وبالفعل قد تمكن أن يشغل منصباً مرموقاً، بينما ظل الآخر لسنوات عديدة داخل عمله الوظيفى دون جديد يذكر له، فأحيانا يظل المرء ساكناً فى عمله إلى أن يصل سن التقاعد دون أن يترك له أثراً أو هوية خاصة تميزه، وإذا سألته عن السبب الذى جعله شخصاً عادياً يشبه الجميع، بينما يعد الآخر استثنائياً فى مجال عمله، لانطلقت إجابته المعهودة قبل أن تنهى سؤالك، بأنه شخص محظوظ، يتمتع بالكثير من الحظ. النجاح لا يعترف بضربات الحظ، ولكنه يقر بالهدف الواضح والخطة المنظمة، الأفكار التى توضع سريعاً محل التنفيذ، باغتنام الفرص، وسرعة اتخاذ القرار وعدم المماطلة فى حالة دراسته بعناية، مع الأخذ بالأسباب، ودراسة كافة الاحتمالات التى قد تطرأ عقب اتخاذ القرار. يعد النجاح حليفاً قوياً للرغبات المشتعلة التى تركض وراء تحقيق الأحلام، للحالة الذهنية اليقظة التى تتمتع بروح المثابرة والعزيمة، فالنجاح يصادق أولئك الذين يؤمنون بقدراتهم، ويملكون من الطاقة الروحية والإيجابية ما يجعلهم يصدقون أنهم قادرون على تغيير العالم من أجل تحقيق أهدافهم. الشخص النجاح لا يعرف قاموسه الفشل، إنما يؤمن أنها مجرد محاولة غير موفقة، عليه أن يعيدها أكثر من مرة مع ضرورة إحداث تغيرات بخططه حتى يمكنه أن يضيف إليها الدروس التى تعلمها من تجاربه السابقة، فالشخص الذى يتوق إلى النبوغ ويتلهف الى التميز، حتماً لن يتسلل إليه الضعف أو اليأس، ولا تعرف الهزيمة له طريقاً، ولن يرضخ يوماً للاستسلام أو ينصاع وراء خسارة. أعظم ما يملكه الشخص الناجح هو عقله وليس حظه، أن يتمتع بعقل واع يفيض عليه بالأفكار البناءة، يرفض أن يحيط نفسه بالمحبطين، إنما تتكون دائرته من الحالمين الطامحين، دائما قادر على التعلم والانفتاح على ما هو جديد يصغى إلى من هم يملكون الخبرة للاستفادة من تجاربهم، لديه القدرة على تقبل النقد طالما أنه يصب فى ما يرغب فى إنجازه، يعدل من أفكاره حال تأكده من عدم صحتها، يستمع كثيراً لمن هم يخالفونه الرأى، لأنه يؤمن أن آراءهم ستجعله يتطلع إلى نوافذ أخرى لم تكن ستنفتح فى حال التعصب لرأيه، إنما يؤيد ذلك التنوع لأنه على يقين أن هذا الاختلاف يعمل على ثراء فكره و إنارة عقله ويجعله يلتفت لجوانب كثيرة كان سيغفل عنها إذ قرر الانغلاق على أفكاره. النجاح لا يأتى بالحظ، إنما بالسعى، فإنه لا يمكن أن يتحقق بفعل الصدف، إنما هو نتاج سنوات من الكد و التعب يقضيها الإنسان من عمره إلى أن تأتى تلك اللحظة التى يحصد فيها نجاحاته وإنجازاته التى تعد بالنسبة له نوع من أنواع المكافأة التى يحصل عليها بعد سنوات طوال من الصبر وقوة الاحتمال .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;